”الجارديان”: مساعي ترامب لوقف حرب أوكرانيا خطوة في الاتجاه السليم
خط أحمرأكدت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن المساعي الحثيثة التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا هي خطوة في الاتجاه السليم.
وأشارت (الجارديان)، في مقال افتتاحي، إلى أن محاولات الرئيس الأمريكي لممارسة ضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع نهاية لتلك الحرب، التي بدأت منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، تمثل تحولا كبيرا في السياسة الأمريكية تجاه الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب طالما تعهد خلال حملته للرئاسة الأمريكية منذ عدة أشهر بإنهاء الحرب في أوكرانيا فور توليه السلطة، مؤكدا أن واشنطن تحملت تكاليف باهظة بسبب المساعدات العسكرية التي تقدمها لكييف منذ نشوب الصراع هناك.
وأعادت إلى الأذهان تصريحات ترامب التي أكد فيها أنه لو كان في السلطة منذ ثلاث سنوات ما كانت تلك الحرب قد نشبت، متفاخرا بأنه لديه القدرة على وضع نهاية لذلك الصراع بعد 24 ساعة من عودته للبيت الأبيض.
وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تجنب فيه ترامب توجيه أي انتقاد للرئيس الروسي أثناء حملته للرئاسة الأمريكية، إلا أن موقفه تغير تماما بعد دخوله البيت الأبيض يوم الإثنين الماضي حيث أكد أن رفض الرئيس بوتين الاشتراك في مفاوضات سلمية لإنهاء الحرب في أوكرانيا يعرض روسيا للخطر وأنه بموقفه هذا يعرض بلاده للدمار.
وأضاف ترامب أن الاقتصاد الروسي على وشك الانهيار، مهددا بفرض المزيد من العقوبات على روسيا في حال رفضها الاستجابة لاقتراح المفاوضات من أجل وضع نهاية لتلك الحرب التي وصفها بأنها "حرب سخيفة".
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب حاول خلال خطاب تنصيبه أن يبدو "صانع سلام عالمي"، على الرغم من فشله في تحقيق وعوده بإيقاف الحرب بعد توليه المنصب بيوم واحد.
وأشارت الجارديان إلى أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي يسعى لكسب رضاء الرئيس ترامب على أمل نجاح مساعيه لوقف الحرب في بلاده، موضحة أن الرئيس الأوكراني طالما أكد أن استمرار الحرب يلقي بظلاله السلبية على المصالح الاقتصادية الأمريكية.
وفي الوقت نفسه يؤكد زيلينسكي، كما تشير الصحيفة، إلى أن الوصول لتسوية للأزمة الأوكرانية يتطلب تعزيز موقف القوات الأوكرانية في ساحة القتال من خلال توفير المزيد من المساعدات العسكرية من جانب الدولة الغربية للحيلولة دون تحقيق القوات الروسية لمزيد من التقدم على أرض المعركة وتقوية موقف أوكرانيا في أي مفاوضات قادمة لإحلال السلام.
وأضاف المقال أن دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، وعلى رأسها بريطانيا، تؤيد الاستراتيجية التي يتبناها الرئيس الأوكراني في هذا الخصوص.
وأشارت الجارديان إلى أنه من المرجح أن يستمر ترامب في موقفه المناهض لإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا بمليارات الدولارات، في الوقت الذي يتوعد فيها موسكو بفرض عقوبات جديدة في حال رفضها الاستجابة لاقتراح مفاوضات السلام.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي يسعى في الوقت نفسه لتجنب أي عواقب قد تنجم عن فرض الولايات المتحدة لعقوبات جديدة على بلاده من خلال توطيد التعاون واسع النطاق مع الصين وإيران وكوريا الشمالية، موضحا في الوقت نفسه الموقف الروسي المؤيد للاشتراك في مفاوضات للسلام ولكن بشروط أهمها الاحتفاظ بالأراضي التي بسطت القوات الروسية سيطرتها عليها منذ بداية الحرب، والتي تصل إلى حوالي 20 % من مساحة أوكرانيا الحالية، إلى جانب ضمان حياد أوكرانيا العسكري.