خط أحمر
الأربعاء، 15 يناير 2025 12:25 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

خارجي

”لوبوان”: ما هو ثمن بيع جرينلاند للولايات المتحدة؟

خط أحمر

قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية الأسبوعية في تقرير لها إن رغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الاستحواذ على "جرينلاند" ليست بجديدة فقد سبق وطرح الفكرة في عام 2019، وفي ذلك الوقت، كان محقا في قوله" إنه ليس أول رئيس أمريكي يقدم مثل هذا الاقتراح".

وأضافت المجلة ـ في تقريرها ـ أنه في الوقت الحاضر، أصبحت مبيعات الأراضي بين البلدان نادرة، ويبقى أن نرى ما إذا كانت مثل هذه الصفقة ستحدث مرة أخرى مع ترامب، في هذه الحالة، قد يطرح السؤال التالي: كيف يمكننا أن نقرر المبلغ الذي يجب دفعه لدولة أو إقليم أو أمة بأكملها ؟

وأشارت "لوبوان" إلى أن الولايات المتحدة اهتمت بالموقع الاستراتيجي لجرينلاند منذ الأيام الأولى للحرب الباردة، في عام 1946، عرض الرئيس هاري ترومان آنذاك شراء المنطقة الدنماركية مقابل 100 مليون دولار من الذهب، ويقال إن رد فعل الدنماركيين تجاه هذا العرض كان مماثلا إلى حد كبير لما حدث في عام 2019، ومرة ​​أخرى في عام 2025: "لا، شكرا"»

وقالت الصحيفة " إذا كان فى وقتنا الحالى شراء أراض من جانب دولة ذات سيادة إلى أخرى قد يبدو فكرة غريبة، إلا أنه لا ينبغى أن ننسى أن ذلك حدث مرات عديدة فى الماضى .. ففى بداية القرن التاسع عشر ، اشترت الولايات المتحدة أراض شاسعة خلال توسعها نحو الغرب، وقد شمل ذلك شراء "لويزيانا" من فرنسا عام 1803 بقيمة 15 مليون دولار أمريكى أى ما يعادل 416 مليون دولار بقيمة العملة فى عام 2024"، وبعد مرور نصف قرن تقريبا، وبعد الحرب المكسيكية الأمريكية، دفعت الولايات المتحدة للمكسيك مقابل مساحات كبيرة من الأراضي، كما اشترت الولايات المتحدة أيضا ألاسكا من روسيا في عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار أمريكي (أكثر من 150 مليون دولار أمريكي بأسعار اليوم)، كما استحوذوا على جزر فيرجن من الدنمارك في عام 1917 مقابل 25 مليون دولار من العملات الذهبية - أي أكثر من 600 مليون دولار بأسعار اليوم.

وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي استخدمت هذه العملية، لقد قامت دول أخرى، مثل اليابان وباكستان وروسيا وألمانيا بشراء أراضٍ وتوسيع نطاق سلطتها القضائية على الأشخاص الذين يعيشون هناك من أجل امتلاك الأراضي، أوالحصول على إمكانية الوصول إلى الممرات المائية الحيوية، أو ببساطة السيطرة على المناطق العازلة الجغرافية.

واستطردت مجلة "لوبوان" قائلة إن تقييم دولة (أو أرض تتمتع بالحكم الذاتى مثل جرينلاند) ليس بعمل هين .. فبخلاف الشركات أو الأصول المالية ، فإن الدول مكونة من مزيج من العناصر الملموسة وغير الملموسة التى تقاوم القياس الاقتصادى البسيط، ونقطة البداية المنطقية هي الناتج المحلي الإجمالي، وبمصطلحات بسيطة، فإن الناتج المحلي الإجمالي هو قيمة جميع السلع والخدمات النهائية التي ينتجها اقتصاد ما خلال فترة زمنية معينة (عادة عام)، ولكن هل يعكس هذا حقا "القيمة" الحقيقية للاقتصاد؟ فعندما نشترى شيئا ما ، فإن المزايا التى تعود عليها منه تكون ـ كما نأمل ـ فى المستقبل .. لذا ، فإن تحديد سعر الشراء على أساس القيمة المنتجة خلال فترة زمنية معينة قد لا يعكس بشكل كاف قيمة هذا الشيئ (في هذه الحالة، الاقتصاد بأكمله) بالنسبة للمشتري، يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار القدرة على مواصلة توليد القيمة في المستقبل، وموارد جرينلاند الإنتاجية لاتشمل فقط الشركات ، الحكومات ، والعمال الحاليين المسؤولون عن توليد الناتج المحلى الإجمالى الحالى (الذى قدر بحوالى 3236 مليار دولار أمريكى عام 2021) ولكن أيضا بقدرتها (التى يصعب قياسها) على تغيير وتحسين الناتج المحلي الإجمالي في المستقبل، وسيعتمد هذا بشكل خاص على الإنتاجية المتوقعة لهذه الموارد في المستقبل.

وذكر التقرير أن هناك سمات أخرى للقيمة لا يتم تضمينها في الناتج المحلي الإجمالي، وتشمل هذه العوامل، على سبيل المثال، جودة رأس مالها (البشري والبنية الأساسية)، ونوعية الحياة فيها، ومواردها الطبيعية، وموقعها الاستراتيجي، وبعيدا عما هو موجود بالفعل، فمن منظور السوق، فإن الموارد غير المستغلة بعد هي التي تجعل جرينلاند ذات قيمة.

وأضاف أن الفحم يستخرج من جرينلاند منذ عقود وتمتلك احتياطيات كبيرة، وقد تبين أن باطن الأرض يحتوي على معادن نادرة ومعادن ثمينة والجرافيت واليورانيوم، بالإضافة إلى الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزنك والرخام، وهناك إمكانية لاستغلال كميات كبيرة من النفط قبالة مياه جرينلاند، ولكن لا ينعكس أي من هذه الإمكانات في الناتج المحلي الإجمالي الحالي لجرينلاند.

وقالت المجلة إن تحديد سعر لأصل وطنى كبير مثل قناة بنما (التى يرغب ترامب فى جعلها تحت السيطرة الأمريكية) أمر أسهل بكثير .

وتعد نظرية تسعير الأصول، التي تعود إلى القرن الثامن عشر ، عنصرا أساسيا فى علم التمويل، ورغم أن "نموذج تسعير الأصول" تطور بمرور الوقت، فإنه ينطوي بشكل أساسي على تقدير تدفقات الدخل الصافي المستقبلية للأصل، استنادا إلى عدد قليل من المدخلات.

وبالنسبة لقناة بنما، فإن الأمر يتطلب تقدير الإيرادات الصافية المستقبلية التى يمكن الحصول عليها استنادا إلى عوامل مثل الرسوم المرتبط باستخداماتها ومستوى حركة المرور المتوقعة، ويجب بعد ذلك طرح التكاليف المتوقعة لصيانة المعدات وكل الأضرار المقدرة، ولتحديد السعر، من الضروري أيضا تقدير احتمالية تحقيق هذا الدخل الصافي فعليا، ويتم تحديد قيمة أو "سعر" مثل هذه الأصول عادة عن طريق حساب القيمة الحالية لجميع تدفقات الدخل المستقبلية (الصافية)، أما بالنسبة للأقاليم ، فإن مبيعاتها قد شهدت انخفاضا لعدة عوامل .. تاريخيا ، مبيعات الأراضى تعود بالمزايا على النخب الحاكمة أكثر من المواطنين العاديين، وفي الديمقراطيات الحديثة، يكاد يكون من المستحيل بيع الأراضي إذا اعترض المواطنون المحليون.

وأضاف التقرير أن الديمقراطيات تعمل على أساس المبدأ القائل بإن الأصول الوطنية يجب أن تخدم الشعب، وليس خزائن الحكومة، إن بيع الأراضي اليوم يتطلب إظهار فوائد واضحة وملموسة للسكان، وهي مهمة صعبة من الناحية العملية، وتلعب القومية أيضا دورا قويا إذ ترتبط الأرض ارتباطا وثيقا بالهوية الوطنية، وغالبًا ما ينظر إلى بيعها على أنه خيانة، والحكومات، باعتبارها حارسة للفخر الوطني، تتردد في قبول العروض، مهما كانت مغرية، ويضاف إلى ذلك وجود قاعدة دولية قوية ضد تغيير الحدود، والتي نشأت عن مخاوف من أن يؤدي التعديل الإقليمي إلى إثارة سلسلة من المطالبات والصراعات في أماكن أخرى، في عالم اليوم، قد لا يكون شراء بلد أو أحد أراضيه أكثر من مجرد تجربة فكرية، الأمم هي كيانات سياسية وثقافية وتاريخية تقاوم التسليع، ومن الناحية النظرية قد يكون لجرينلاند ثمن، لكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت مثل هذه الصفقة يمكن أن تتوافق مع القيم والحقائق الحديثة؟.

الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب لوبوان جرينلاند الولايات المتحدة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة