ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب: مفاوضات صفقة التبادل والفرصة الأخيرة
خط أحمراليوم ونحن أمام الجولة التفاوضية الحالية والمستمرة لإبرام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل، لإنجاز وقف الحرب على غزة من اجل تحقيق هدنة إنسانية، وهي المفاوضات التي انطلقت قواعدها من القاهرة وانتقلت لتكمل مشوار جولات التفاوض في الدوحة ، هل ستكون بمثابة المفاوضات التي سيتم بها انجاز صفقة التبادل؟ وهذا لأسباب عديدة، من أهمها الذي اعتبرها ككاتب صحفي فلسطيني في الشأن السياسي، ( مفاوضات الفرصة الأخيرة ) لأنها ووفقا لمتابعة مجريات الاحداث والتحديثات الناتجة عن ما يتسرب من اصحاب ذات العلاقة المباشرة في المفاوضات ، إنها تختلف في طروحاتها ومواقفها ورؤيتها عن الجولات التفاوضية السابقة رغم أهميتها، والتي اسست قواعد البناء للمفاوضات الحالية على أن تكون مفاوضات تمتاز بطابع الأهمية والجدية من كافة الأطراف المعنية ومن الوسطاء ومن العديد من الدول التي دخلت على خط المفاوضات من اجل تحقيق هذه المرة شيئا واقعيا ملموسًا ينهي شبح الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع ولو بشكل مؤقت ضمن التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة قريبة وعاجلة، تكون بوابة العبور النهائية للخلاص من الحرب بلا رجعة.
اعتبرها المفاوضات الجارية مفاوضات ( الجولة الأخيرة ) وهذا بعيدا نوعا ما عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد ومازال يهدد أنه في حال عدم التوصل لصفقة تبادل قبل توليه منصب الرئاسة الفعلي في 20 يناير ، بأنه سيحول الشرق الأوسط والمنطقة بأكملها إلى جحيم ، الأمر الذي يجب أن يأخذ على محمل الجد والاهمية أيضا، والذي يعني في باطنه استمرار الحرب والعدوان المتواصل على قطاع غزة بلا هوادة، وفتح جبهات حرب أخرى إسرائيلية ، من الممكن ان يكون لضفتنا الغربية النصيب الأكبر من تلك التهديدات، وهذا يأتي ضمن تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بأن الضفة الغربية سيكون مصيرها مثل مصير غزة ، وهذا ما نتخوف منه ونرجو من الله العلي القدير أن يحفظ ضفتنا وشعبها من أي مكروه ، ومن جهة أخرى من التهديدات المبطنة للرئيس الأمريكي ترامب، أنه من الممكن وفي حال عدم الوصول لصفقة تبادل قبل توليه منصب الرئاسة أن يقوم بفتح جبهة حرب إقليمية مع دول وجماعات معينة، وهذا من أجل تهيئة الأجواء كافة لتحقيق الإنجازات الذي يريد تحقيقها في الشرق الأوسط ، والتي باتت معلومة للجميع، من أهمها الانفتاح الإسرائيليي على الدول العربية ، الذي تأخر كثيرا حسب وجهة نظر ترامب.
اليوم وفي ظل الأحداث الجارية والمتلاحقة وتصاعدها يجب علينا كفلسطينيين التفكير بعمق أكبر ومنفتح على كافة الاتجاهات، والذي عنوانه أننا جميعا في والضفة والقدس ، وخصوصًا في قطاع غزة بحاجة ماسة وملحة للغاية للتمسك في أي بصيص أمل من أجل وقف الحرب المسعورة التي لا تحتكم للعقل ، بل تحتكم إلى الامعان أكثر وأكثر في تدمير قطاع غزة إنسانيا وعمرانيا وعلى كافة الصعد والمستويات، لكي تصبح غزة عبارة عن كومة حطام ودمار ورماد غير قابلة للحياة ، والحديث عنها كأطلال الذكريات.
من هنا لا بد من إنجاز صفقة التبادل ودعم جهود الوسطاء في مصر والدوحة منا كفلسطينيين ومن كافة المجتمع الدولي، حتى لا تكون مفاوضات( الفرصة الأخيرة ) التي فشلت ، وتحتاج إلى إعادة مسيرتها التفاوضية بعد ذلك إلى شهور عديدة لا سمح الله.
غزة اليوم تحتاج لخبر يبشرها بأن هناك مازال الأمل ممكنا في إنجاز صفقة تبادل تقود لهدنة مؤقتة على طريق إنهاء الحرب بشكل دائم ونهائي ، حتى تتطلع غزة إلى مستقبل وطن ضمن سياسة ورؤية جديدة منفتحة على الواقع الإقليمي والعالمي وتسير ضمن رؤية تحقق السلام الشامل والعادل لشعب يعشق الحرية والسلام ويتطلع لهما على الدوام.