تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اللقطات الأولي لبحيرة الحمم البركانية التي تخرج من بركان "أرتا إليه" في منطقة عفار شرق إثيوبيا، حيث أكد النشطاء وجود نشاط ملحوظ وسابقة تحدث لأول مرة في شرق إفريقيا، حيث يثور بركان "أرتا إليه"، وليس بركان دوفين، كما يشير البعض.

انفجار بركان أرتا أليه شرق إثيوبيا

وبث الباحث الصومالي حبيب عمر، باحث الشؤون الاستراتيجية في معهد القرن الأفريقي للشؤون العسكرية والاستراتيجية المتخصص في الشؤون الإثيوبية، مقطع فيديو للقطات الأولي لبحيرة الحمم البركانية التي خرجت من بركان "أرتا إليه"، قائلًا: "في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها في شرق افريقيا مئات الكيلومترات من الآراضي في شمال شرق إيثوبيا تتحول الى الحمم والبراكين"

كما بث الجيولوجي الدكتور استرو جيوتيك، عبر موقعه بـ اليوتيوب، مقطع لثورة بركان أرتا إليه، وقال: إنه "بركان درعي بازلتي نشط بشكل مستمر في منطقة عفار شمال شرق إثيوبيا، يقع في منخفض عفار، وهي منطقة صحراوية قاحلة. إرتا ألي هو البركان الأكثر نشاطًا في إثيوبيا."

أطول بحيرة حمم بركانية في العالم

وأضاف الجيولوجي الإثيوبي أن بركان "إرتا أليه يبلغ ارتفاعه 613 مترًا، وتوجد بحيرة واحدة أو اثنين من البحيرات البركانية النشطة في القمة، والتي تتدفق أحيانًا على الجانب الجنوبي من البركان، ومعروف بامتلاكه لأطول بحيرة حمم بركانية موجودة منذ السنوات الأولى من القرن العشرين (1906)، وهو من البراكين التي تحتوي على بحيرات من الحمم البركانية نادرة جدًا: لا يوجد سوى ثمانية منها في العالم."

وأكد الجيولوجي الإثيوبي أن "كلمة إرتا أليه تعني "الجبل المدخن" باللغة العفارية المحلية، وتُعرف الحفرة الواقعة في أقصى الجنوب منها محليًا باسم "بوابة الجحيم"، وفي عام 2009، قام فريق من هيئة الإذاعة البريطانية برسم خريطة لها باستخدام تقنيات الليزر ثلاثية الأبعاد، وذلك حتى يتمكن فريق رسم الخرائط من الحفاظ على مسافة وتجنب درجات الحرارة المرتفعة للبحيرات".

ويقع بركان إرتا ألي في وسط نظام صدع شرق إفريقيا، وهو عبارة عن وضع ثلاثي الوصلات، تؤدي تحركاته إلى تكوين حوض أو صدع منفصل. وحدث له ثوران كبير في 25 سبتمبر 2005 إجبر الآلاف من السكان القريبين على الفرار، وكان هناك تدفق آخر للحمم البركانية في أغسطس 2007، مما أجبر على إخلاء المئات وفقد شخصين.
وأبلغ العلماء في جامعة أديس أبابا عن ثوران في 4 نوفمبر 2008. وأبلغ عن ثوران آخر في يناير 2017.

انفجار بركان "أرتا إليه" الإثيوبي

وكان العالم المصري الأمريكي دكتور عصام حجي قد أكد أن النشاط الزلزالي، المتزايد الذي يحدث في إثيوبيا، مصاحب للنشاط البركاني الحالي... وتكرر في الماضي على مر عشرات وألاف السنين ومنها -على سبيل المثال- ما حدث عام 2005 من نشاط زلزالي كبير (أكبر عددا من الحالي) نتيجة انفجارات بركان "أرتا إليه"، والذي استمر حتى 2008.

وأكد الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم أن “أكبر عدد للزلازل تم تسجيلها في إثيوبيا في ٢٠٠٥، وما تم عقب الزلازل بالتزامن مع تداول أنباء عن بدء ثوران بركان دوفن، لكن حتى اليوم لم يسجل نطاق جبل دوفن أي علامات على الثوران.. وربما الفيديو يعود لنطاق آخر قريب منه خصوصًا أن هناك في المنطقة أعمال للمحطات الحرارية الأرضية... نطاق دوفن سجل نشاط حراري فقط يوم ١٩ ديسمبر2024، التعداد السكاني في دائرة ٥ كم من دوفن حوالي ١٩٠٠ نسمة ومعظمها أنشطة زراعية”.
وأشار هاني إبراهيم إلى أنه عام ٢٠٠٥ مع ذروة النشاط الزلزالي في إثيوبيا، كانت في سبتمبر وأكتوبر ٢٠٠٥، وكان أمر غير مسبوق وفي نهاية أكتوبر ٢٠٠٥ تم تشكيل بعثة علمية لدراسة بركان أرتا إليه، لأنهم لاحظوا وقتها اتساع حجم الحمم البركانية في فوهة البركان عما كان من قبل، واستعانوا بالوكالة الأوربية للفضاء من خلال صور الأقمار الاصطناعية لنفس الفوهة قبل نشاط الزلازل بشهور ومقارنتها وقت ذروة الزلازل وبعد إنتهاء الذروة تبين إرتفاع كمية الحمم البركانية وأمور تتعلق بعمق الصهارة البركانية في نطاق ارتا أليه، لكن اتضح أن اللي تتسبب في ارتفاع النشاط في ارتا أليه بركان آخر وهو بركان دباهو وهو يقع جنوب ارتا أليه والاقرب لنطاق الزلازل، وأن الحمم البركانية في باطن الأرض تنتقل من نطاق الى آخر، لكن ظهرت أكثر في أرتا أليه عن بركان دباهو، الذي تسبب في ذروة زلازل ٢٠٠٥".

وبرغم انتشار مقطع الحمم البركانية المتدفقة من بركان "أرتا إليه" في أقليم عفار شرق إثيوبيا، وزيادة النشاط الزلزالي في المنطقة، لكن لم يتسن لنا التأكد من تدفق الحمم البركانية من بحيرة بركان "أرتا إليه" في إثيوبيا.