ربيع الغفير: الحرب فى الإسلام للدفاع عن النفس وليس للاعتداء
خط أحمرأكد الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الإسلام يوجه رسائل قوية للإنسانية حول كيفية التعايش بسلام مع الآخرين واحترامهم، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية أو الفكرية.
وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن القرآن الكريم في الآية الكريمة "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، قد وضع أساسًا عميقًا لهذه القيم، مشيرًا إلى أن "الهدف ليس التنازع أو التقاتل، بل التعارف والتفاهم".
وأوضح أن الحرب والاعتداء في الإسلام يعتبران استثناء، ولا يُباح القتال إلا في حالة الدفاع عن النفس، مشيرا إلى أن المسلمين في مكة لم يُسمح لهم بالقتال طوال 13 عامًا، حتى عندما كانوا يتعرضون لأشد أنواع التعذيب، مثلما حدث مع الصحابي عمار بن ياسر وأسرته، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحثهم على الصبر، قائلًا: "اصبروا صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة".
ولفت إلى أنه بعد الهجرة إلى المدينة، لم يُسمح للمسلمين بالقتال إلا بعد عامين تقريبًا، وبصيغة "إذن" من الله، وهو ما يعني أن القتال في الإسلام ليس أمرًا واجبًا بل أمرًا مباحًا تحت شروط محددة، وذلك في حال الاعتداء أو الظلم، والقرآن يُعلمنا أنه يجب على المسلم ألا يعتدي في القتال، بل فقط يقاتل في حالة الدفاع عن نفسه.
وأشار إلى ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي قدم نموذجًا رائعًا في العدل والمساواة، فى حادثة مع أحد الأقباط في مصر بعد الفتح الإسلامي، حيث شكَا أحد الأقباط إلى سيدنا عمر بن الخطاب بسبب تعرضه للضرب من ابن أمير الجيش، وعندما علم سيدنا عمر بالحادثة، أرسل رسالة شديدة اللهجة إلى سيدنا عمرو بن العاص، وأمره بمعاقبة ابنه، قائلًا: "اضرب ابن الأكرمين"، واعتبر أن الإسلام يساوي بين الناس بغض النظر عن أصلهم أو مكانتهم الاجتماعية.
واختتم: "الإسلام يدعونا إلى بناء مجتمع يسوده الحب والاحترام بين جميع أفراده، سواء كانوا مسلمين أو من أهل الأديان الأخرى، وفي هذا تكمن عظمتنا كأمة إسلامية".