خط أحمر
الأحد، 5 يناير 2025 06:22 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتورة دينا السايح تكتب: تعالوا نبتدي الحكاية

خط أحمر

سنة ٢٠٠٩، تولى أوباما حكم أمريكا "٢٠٠٩ حتى ٢٠١٧"، وخرج علينا بمخطط في وثيقة تسمى PSD 11، ويسمى "الشرق الأوسط الجديد، أو الكبير".

وهدف المخطط ده باختصار تغيير خارطة الشرق الأوسط، ومراكز القوى والتخلص من القيادات والزعماء اللي كان لهم شعبية طاغية في مجتمعاتهم رغم أي ظروف بتمر بها هذه الشعوب، وقد يكون ذلك بسبب طول فترات حكمهم، طبعا غير اللي الحكم في دولهم بالوراثة، (أو الحكم الملكي)، الذي كان يخلق نوع من الهيبة المقدسة للأسر الحاكمة.

فكان لابد لكي يتم تنفيذ المخطط ده، أنه يتدخل في سياسات هذه الدول، ويقترب من مراكز اتخاذ القرار، وده مش هيحصل إلا بتوصيل عملاء لهم يكونوا على حكم الدول المستهدفة.

وبالتالي، وعشان أقدر أغير حكم في دولة، لازم أخلخل استقرارها، وأزرع فيها المؤامرات التي سميت في مجملها بالربيع العربي.

والتي كان هدفها توصيل جماعة الاخوان المسلمين للحكم في عدة دول هي (تونس، ليبيا، مصر، الجزائر، والمغرب والسودان) وفي المقابل، تسليم دول شمال شبه الجزيرة العربية، وهي (العراق، وسوريا ولبنان) إلى إيران، لتدار سياسات هذه الدول من طهران.

وطبقا لخطة أوباما، والتي نفذ جزء كبير منها، فالوطن العربي، هينقسم لقسمين: قسم تحكمه جماعة الإخوان المسلمين، واللي هيتبعوا حزب العدالة والتنمية في تركيا، وقسم تحكمه إيران، وبالتالي، يوم ما واشنطن تحب تخاطب الشرق الأوسط، هتكلم إما تركيا أو إيران فقط.

ولإحداث المؤامرات عشان ينفذوا مخططاتهم، كان لازم السيطرة على الإعلام، وتوجيهه ناحية الهدف،
كمان لازم تمويل وتدريب الجماعات الإرهابية، اللي هتزعزع استقرار الدول، (التخريب)

قطر عرضت تكون الممول للصفقات دي مقابل زعامة وهمية عليهم والوسيط الوحيد المتحدث مع أمريكا باسم الشرق الأوسط ودول العرب. وتركيا منفذ وحاكم على قطر، وموجه لسياساتها.

وبذلك قطر حجزت مكان منفرد ليها، لا تتبع الشق السني ولا الشق الشيعي، وضمنت وجودها حتى لو إيران حبت تلعب بغباء وتدخل على بقية دول الخليج العربي.

إذا بدون تمويل قطر، لم يكن في الإمكان الخطة تتنفذ بسهولة، أمريكا ما بتصرفش من جيبها، وأتعلمت بعد حرب العراق خلاص.

بالنسبة لتدريب الجماعات الإرهابية، فأنت عندك إيران، أستاذة، من بداية تشكيلها للحرس الثوري، وهي قائدة في مجال حروب العصابات، وحروب الشوارع، وصنع الإرهاب.

فكانت إيران هي لها دور كبير في تدريب الجماعات الإرهابية، ومنها حماس اللي اخترقت حدودنا في 2011 وسببت فوضى كبيرة بالهجوم على الأقسام والسجون وغيرها من المقرات بمساعدة أفراد الجماعة في مصر، وأظن كلنا عارفين المعلومات دي.

قدر ينفذ؟ أيوة، نجح، لكن بسبب ثورة 30 يونية، تم إيقاف المخطط باسقاط جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر، وفضح خططهم، ونجحت مصر للفت أنظار العالم للمؤامرة، وفضح الأهداف الخفية تحت لواء كاذب يسمى الديمقراطية، مصر فضحت الكل، وكان لازم مصر تدفع الثمن، وابتدت سلسلة من العمليات الإرهابية الانتقامية.

مصر قاومت، واشتغلت على تحجيم الارهاب، لحد ما اتطرد برة المدن والمحافظات، وفضل بس في سيناء.
ليه سيناء؟ موضوع كبير نحكيه بعدين، بس كنت قلتلكم قبل كدة عن داعش إزاي استقر العالم على طردهم وعدم عودتهم لدولهم الأصلية، فاترموا في الصحراء، وحكيت لك إن منهم ناس راحت ليبيا، وناس نزلوهم على سواحل قريبة من حدودك وحدود مصر 600 وشوية كيلومتر، أكيد هيلاقوا منفذ وهما زي الفيران بيستخبوا، وكفاية علينا غزة ومعبر رفح.

نرجع لموضوعنا.. قدرت مصر تنتصر على الإرهاب في العملية الشاملة، وبكدة تبقى أوقفت كل مخطط شرق أوسط جديد، بالأخص لما ابتدت تساعد دول تانية زي ليبيا وتونس والجزائر وسوريا، وأخيرا
السودان، اللي لسة الملف بتاعها مفتوح لأن شعبها مش عاوز لسه يفوق.

وصل ترامب للحكم المرة الأولى، ماكانش عجبه اللي حصل، ليه؟

الخساير المادية الضخمة اللي عادت على أمريكا من معاداة الدول العربية واللي طبعا بسبب فضح مصر لخطتها، (ماهو لو ماكناش فضحناهم، كانوا نجحوا وخلاص، مافيش حدود بين الدول، وهنبقا مستعمرة امريكية كبرى تحكمها تركيا).

ترامب غير الخطة، قال نستفيد من الصداقات ونحاول نوجد خطة سلام في الشرق الأوسط والهدف مادي بحت. فخرج علينا بحاجة اسمها صفقة القرن في 2020 أهدافها، وهنقول الجزء الي يخص فلسطين، سبب المقالات دي:
1. اعتراف أمريكا بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية
2. خريطة لترسيم الحدود الفاصلة بين إسرائيل وفلسطين بعد حل الدولتين
3. دولة فلسطينية منزوعة السلاح
4. الإبقاء على الوضع القائم في القدس الشريف
5. إسرائيل تواصل حماية الأماكن المقدسة، وضمان حرية العقيدة في القدس
6. القدس عاصمة لإسرائيل، ويبقى المسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية
7. خمسين مليار دولار، صندوق دعم استثماري لفلسطين والدول المجاورة، لضمان بدء نشاط اقتصادي لدولة فلسطين، والتوقف عن المطالبة بالمعونات والمساعدات من الدول والمنظمات في العالم.

(بالمناسبة وأضحكك كانوا عرضوا على مصر 40 مليار دولار مقابل بيع رفح لتوطين أهل غزة فيها، مايعرفوش أن الدنيا بتتقدم مش بتتأخر، الأول كانت خمسين ودلوقتي بتشتروا رفح بحالها بأربعين بس؟ هما ما يعرفوش كيلو البصل وصل كام؟).

وافق نتنياهو على الصفقة، في حين رفضها كتير من العرب، ورفضتها حركة فتح الفلسطينية. وهي الحاكم العاقل والفعلي والشرعي للدولة الفلسطينية.

وكان مخطط تجميد الوضع لمدة أربعة سنوات تمهيدا لحل الدولتين، وقيام دولة غير محتلة فلسطينية، ويبتدوا في الأربع سنين، يتكلموا في الضوابط والحدود وغيره.

مصر رفضت صفقة القرن، وكانت بتطالب بقيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل فجر يونية 67، (وشرحتها ليكم في مقال سابق بعنوان فلسطين القضية التائهة بين العقيدة والسياسة،) وتكون عاصمتها القدس.

مشي ترامب، وتولى جو بايدن.. انتخاباته قربت، طيب ليه ما يكملش مخطط أوباما، وأهو يبقى حقق مكاسب كانت متجمدة بعد ما أمريكا قطعت فيها شوط كبير، وصرفت عليها كتير؟ وبشكل أعنف كان لازم المخطط يكتمل.

يبقى كدة إحنا بنرجع لنقطة مهمة.. تركيا تحكم الدول السنية وإيران تحكم الدول اللي ليها فيها نفوذ شيعي... هنتكلم عن دور إيران بالتفصيل أكتر، وأقولك اللي جاي منها، في مقال تاني.

وهنتكلم عن وضع مصر الاقتصادي، وهنتكلم عن أصل حماس كجناح مسلح من جماعات الإخوان المسلمين، والجماعات الراديكالية عامة ودورها وأهدافها.

خلاصة الكلام

لا تنتظر من شوية مرتزقة يكونوا سبب في تحرير دولة، أيا كانت هذه الدولة، وأيا كانت هذه الحماعات
إنما هم مجرد فخ لإسقاط كل الكيانات المحيطة بيها.

تحرير فلسطين، لن يتم إلا بإيد مصر، وقبله هيكون في سقوط مروع لقوى عظمى بالعالم، وللأسف بعض من الدول العربية.

كلمة أخيرة، أظن أن ما حدث في سوريا الآن ينطبق حرفيا على ما تم التخطيط له، وعلى ما جاء في العديد من نبوءات أحداث آخر الزمان.

وللحديث بقية..

الدكتورة دينا سايح مقالات خط أحمر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة