الدكتورة دينا السايح تكتب: اقترب الظهور الأخير للأعور الدجال
خط أحمربينما انشغلنا بعالم العلوم الإنسانية والأدبية، وتوغلنا في دراسة سبل التسليح، وفنون الحروب، والاستراتيجيات الدفاعية والهجومية، وركّزنا على كشف المؤامرات وجمع الأموال وإرضاء الشهوات، كان هناك علماء يعملون في مجالات التجارب المعملية التي كانت في ظاهرها تهدف إلى خدمة الإنسانية، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك.
من المعروف أن العلوم الإنسانية والأدبية تتطور بشكل أفقي، حيث تبقي الإنسان في مكانه دون أن تحقق تقدمًا حقيقيًا، كما أن العواطف والأفكار والأيديولوجيات تؤثر دائمًا في نتائجها، في المقابل، العلوم التجريبية مثل البيولوجيا، والتكنولوجيا، والذرة، والهندسة الوراثية، لا تتأثر بأي عواطف أو أيديولوجيات، وتنمو بشكل رأسي سريع جدًا، بعيدًا عن رقابة البشر، هذا أدى إلى خلق مجتمعات غير مدركة للخطر الحقيقي الذي يتهددها من خلال العلم الحديث.
جاء ذكر المسيح الدجال أو الأعور الدجال في جميع الأديان السماوية، فما السبب؟ لماذا تم ذكره في كل الأديان رغم أنه سيظهر في آخر الزمان؟ ولماذا حذر منه جميع الأنبياء والرسل؟
عندما عصى الشيطان أمر الله بالسجود لآدم، وأخرجه الله من رحمته، طلب من الله أن يمهله إلى يوم البعث، فقال: "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" ولكن الله سبحانه وتعالى قرر أن يعجل بانتهاء المهلة الممنوحة للشيطان، حيث قال: "إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ"، وهذا يعني أن كل الأوقات معلومة لله سبحانه وتعالى، بما في ذلك اليوم الذي ستنتهي فيه مهلة الشيطان، وهو اليوم الذي سيكون معلومًا للبشر.
من هنا، يمكننا استنتاج أمرين: أولاً، أن تحذيرات الأنبياء والرسل من فتنة الدجال تعني أن ظهوره وفتنته كانا في أزمان سابقة، وليس فقط في آخر الزمان.
ثانياً، قد يكون الأعور الدجال هو التجسيد البشري للشيطان، وبالتالي، فإن ظهوره المقبل وإعلانه عن نفسه سيكون هو الظهور الأخير وليس الأول.
منذ فترة، تحدث رئيس الولايات المتحدة عن الدين الإسلامي وذكر معرفته ببعض جوانبه، وتطرق إلى الحديث عن المهدي المنتظر.
تخيل أن رئيس أكبر قوة عظمى في العالم يتحدث عن المهدي المنتظر، ويكشف لنا عن شيء كان مخفيًا عنا: سعيهم المستميت لاكتشاف مكانه، والولايات المتحدة تسعى بكل جهد للحصول على معلومات حول المهدي المنتظر، وكل فيديوهاتنا ومحادثاتنا يتم مراقبتها وترجمتها ودراستها.
عندما نتحدث عن التكنولوجيا وثورة علومها العميقة، نحتاج إلى ذكر بعض الأسرار التي لا نعلم عنها شيئًا، حيث لا يتم الإعلان إلا عن الجوانب الظاهرة منها، على سبيل المثال، تم الإعلان عن الشريحة الإلكترونية (eSIM) التي تم تفعيلها مؤخرًا، هذه الشريحة غير مرئية ولا يمكن إزالتها من الهاتف المحمول، وهي متصلة مباشرة بالقمر الصناعي.
تخيل أن كل بيانات هاتفك، من الصور والأرقام والمكالمات والفيديوهات والمعلومات التي تكتبها على التطبيقات، يتم نسخها لديهم فهم ليسوا مهتمين بتفاصيل حياتك اليومية، مثل شجاراتك العائلية أو ردود أفعالك تجاه ارتفاع أسعار وسائل النقل، بل لديهم أهداف أعمق ومخططات مسبقة يعرفون تأثيرها عليك.
تقوم الولايات المتحدة بالتجسس علينا خوفًا من الإمام المهدي منذ سنوات، أنتجت أمريكا فيلمًا يتحدث عن الإمام المهدي ووجوده في أفغانستان، وذلك لتوزيع معلومات تثير الشكوك حول مكانه، لتبدأ بعد ذلك حملة تضليل تساهم في نشر التكهنات والتوقعات، الأمر الذي يدفع الناس للبحث في دينهم عن المكان الحقيقي للإمام المهدي، وبالتالي تقلص فرص تحديد مكانه أو تزداد صعوبة تحديد أماكن البحث.
الفيلم هذا يكشف بوضوح أن أمريكا تؤمن بوجوده وظهوره المحتمل، وبامتلاكه قوة هائلة قد تقاتلهم لكن الحرب التي تم تصويرها في الفيلم كانت سطحية جدًا يمكنك البحث عن الفيلم لترى مدى الخوف الذي بلغ درجة هائلة.
أما السبب الآخر وراء تجسسهم علينا فهو تحضيرهم لظهور الأعور الدجال حيث تسعى أمريكا لاكتشاف كافة التدابير التي نتخذها للتحصن ضد فتنته، والحكام الخفيون في العالم يمتلكون نسخة كاملة من علوم الأرض، بما فيها علوم الأديان، ولهذا فإن الهدف الأول للاستعمار طوال التاريخ كان نقل هذه العلوم من جميع الحضارات التي استعمروا أراضيها، ثم إخفاء جزء كبير منها عن البشرية للاحتفاظ به لأنفسهم وهذه العلوم تحتوي على تحذيرات من فتنة الدجال وطرق التحصين منها في جميع الأديان.
أما عن إيلون ماسك، فقد أعلن عن مشروع "النيورالينك" الذي يتضمن زراعة شريحة إلكترونية في الدماغ البشري. هذه الشريحة ستحول الشخص إلى آلة تنفذ أوامر الكمبيوتر في كل تحركاته وأفكاره ورغباته ومشاعره، لكن الجديد هو أن هذه الشريحة لن تُزرع فقط في الدماغ، بل في أي جزء من الجسم، مما يجعلك متصلًا بشكل مباشر بنظام التحكم.
الأمر الخطير الآخر هو علم الاستنساخ، حيث تم أخذ عينات من التركيب الجيني للعديد من الكائنات، بما في ذلك البشر، بهدف استنساخهم، بالطبع، لن يتم استنساخ أشخاص عاديين، بل سيتم استنساخ الملوك والعبيد.
العبيد سيكونون متصلين بالأجهزة الكمبيوتر لتنفيذ أوامر الحكام أو الملوك والحياة ستكون مترفة للطبقات الحاكمة، بينما سيكون عدد البشر أو الشبه بشريين محدودًا.
لكي يحدث هذا، يجب أن يخضع الإنسان لسيطرة تامة، ليصبح لعبة في يد الحكام مثل أي روبوت، المسيخ أو الأعور الدجال موجود وقد اقترب ظهوره الأخير على الأرض، في الفترة القادمة، سترى العديد من وسائل الإعلام تنشر تحذيرات منه، بشكل يفوق ما تتخيل.
المشكلة أن الأعور الدجال سيظهر في صورة بشرية عادية جدًا، قد تكون مثل إيلون ماسك أو مارك زوكربيرغ أو أي شخص آخر لا يمكنك تخيله ولن يستطيع أحد معرفة هيئته الحقيقية المخفية داخل جسد مستنسخ إلا المؤمنين.
سعي الحكام الخفيين وراء الدجال ليس له علاقة بالدين أو العبادة أو الإيمان بأنه المخلص كما يُشاع، هم يسعون للسيطرة على العالم والخلود، وسوف يدمرون البشرية، باستثناء قلة تكون هي الطبقة الحاكمة، وسيحققون الخلود باستخدام التكنولوجيا المتقدمة التي يخفون أسرارها في معاملهم الخاصة.
أنت وأنا وأطفالنا والشعوب الأخرى في العالم نكون الثمن تنبؤات ظهور الأعور الدجال التي اتفقت عليها الأديان، مثل عمارة بيت المقدس، وخراب يثرب، وموت خليفة، واقتتال ثلاثة أمراء، وظهور الرايات السود التي يرتبط زمن ظهورها بقرب ظهور الامام المهدي، ثم ظهور الأعور بعدها، كلها تُظهر المراحل القادمة.
ولكن ما لم يكن أحد يضعه في حسبانه هو أن الفتنة التي كانت موجودة في الأزمان السابقة ستنتهي في عصرنا هذا مع الفتنة الكبرى. ومع الثورة التكنولوجية والمعرفية التي وصل إليها العالم، ستكون قوة هذه الفتنة غير مسبوقة، فهي فتنة ليس بالهينة أبدًا.
قد يتساءل البعض: "إذا كنا نصلي ونتعبد ونذكر الله، ونؤمن بكل هذه الأمور، كيف لا نعرفه؟" وأجيبكم:
ستكون وانت في كامل وعيك، فاقد السيكرة تماما على حواسك، وأفكارك
سوف يتم سلب إرادتك.
ستتحول لآلة يحركها الدجال واعوانه بأوامر كمبيوترية عن بعد لتنفيذ مصالحهم وخدمتهم
وسوف يتم إتخاذ كل التدابير لذلك وهو ما يعد الآن في مختبراتهم العلمية ومعامل الكمبيوتر العالمية لتجربته.
ولقد تم فتح بوابات الشيطان، مما سمح لخروج الشياطين التي يمكنها التأثير على نفوس البشر، بالوهم، وتنفيذ الاسحار المرسلة (ومن المهم أن نعرف أن الشياطين والجن يمكن أن يتجسدوا بإذن الله، وكذلك الملائكة، كما ورد في السنة العديد من الأخبار عن تجسد الملائكة، وأشهرها جبريل عليه السلام).
هناك أيضًا الطاقات السلبية المنتشرة بسبب الأحداث المحيطة بنا: الحروب، قتل الأبرياء، الحوادث المتكررة (وقد حذرتكم من هذه القصة في وقت سابق، وأوضحت هدفهم في غمرنا في مشاهد الدماء لتغلق النور في أرواحنا وتنشر الطاقة السلبية).
ثم هناك الغرق في الشهوات بأنواعها: حب المال، الرغبة في الزعامة، والشهوات الجنسية، وغير ذلك، حتى العوز والفقر يجعلانك تفكر في احتياجاتك المادية فقط، مما يحول بينك وبين التركيز في عبادتك أو تطهير روحك وعقلك ثم تأتي الفتنة الكبرى، فتنة أن تتحول إلى إله وتنكر وجود الخالق في أمور قد لا تلاحظها، بينما تدعي الإيمان أبرز هذه الفتن هو تحدي الطبيعة، التي بدأت تنتقم من نفسها الآن. وأصغرها هو إنكار المعجزات وتكذيب كل ما لا تعلم، رغم أنك في أعماقك تدرك أن غالبية ما تعلمته هو فقط ما سُمح لك بمعرفته.
كما قلت لكم سابقًا، حصر مداركك الحسّية ضمن المقاييس المادية هو نوع من التقييد المحدود، بينما هناك علوم أكبر وأعمق لا يمكن قياسها، وهذه هي التي تستمد نورها من نور الله سبحانه وتعالى، لأنه هو غير المحدود وغير القابل للقياس.
كلما اكتشف الشيطان أنك مؤمن قوي، وكلما كانت طاقتك النورانية قوية، أرسل إليك قوى شريرة، سواء من الإنس أو الجن، من أي نوع قريب من نفسك أو قادر على التأثير عليك، وإذا انتصرت، تزداد الحرب عليك، ويزداد الابتلاء. وإذا انتصرت مجددًا، قد يغرقك في العوز. وإذا رضيت عن هذه الحال، فهذا يعني أنك قد انتصرت بالفعل.
لماذا يسعى هؤلاء بكل ما لديهم من قوة للبحث عن مكان الإمام المهدي ومعرفته؟ لأن الإمام المهدي هو من سيحارب الدجال، وهو الذي سيقضي على أسطورتهم الخيالية عن الخلود الشيطاني هو خليفة الله في الأرض وخليفة رسول الله في زماننا.
عندما كنت أقول لكم "ارضوا"، حاولوا دائمًا أن تبحثوا عن الجوانب الجميلة في الحياة ولا تملؤوا قلوبكم بالحقد والكراهية، لا أقصد الدفاع عن سياسة أو نظام، بل لأجل أنفسكم، نحن في أشد الحاجة الآن إلى العزلة عن الطاقات السلبية المحيطة بنا.
نحن بحاجة ماسة إلى تحصين أنفسنا وقراءة الأذكار، وعبادتنا يجب أن تكون حقيقية، ليست عبادة ميكانيكية، فلا تعتقد أن الصلاة أو الصوم أو الحج أو العمرة أو حتى الحجاب والذقن سيحميك إذا كان قلبك مليئًا بالسواد أو الطمع عندها ستكون قد فُتن.
ذكر الله (ولذكر الله أكبر).. احذروا الفتنة، فإن ظهور الأعور الدجال الأخير قد اقترب، والفتنة الكبرى باتت على الأبواب.. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.