تسببت موجة الأمطار الغزيرة التى شهدتها مدن مصر مؤخرا عن ظهور العديد من الأخطاء والعيوب والتجاوزات فليس من المقبول اطلاقا أن يطل علينا متحدثا باسم التنمية المحلية مبررا تراكم الأمطار فى الشوارع بعدم قدرة البالوعات وشبكة صرف الأمطار على استيعاب الأمطار الغزيرة وكيف يمكن اقناع عامة الناس بهذا التبرير الساذج والذى لا ينم إلا عن جهل محدثه وفشل الجهات المعنية فى تبرير ماحدث أليس ما حدث فى القاهرة الجديدة الشتاء الماضى وسماع الناس نفس الأعذار السخيفة هو نفسه ما تكرر هذا العام وهل تلك الأسباب كافية لارضاء الأهالى الذين حبس أولادهم فى أتوبيسات المدارس لساعات متأخرة ليلا.

وهل ستقتنع الأم التى تعذبت مع رضيعها لساعات طوال محبوسة فى سيارتها أن تسعدها تلك الاجابة وكيف يمكن أن يتقبل الآلاف الذين ساروا على أقدامهم وسط المياه وبين السيارات رجال وسيدات وفتيات وأطفال لشلل كافة أجهزة المواصلات وتعطلها ووصولهم منازلهم فى ساعات متأخرة من الليل وهل ستقنع تلك الكلمات الهابطة المرضى وسيارات الإسعاف الذين فشلوا فى الوصول إلى المستشفيات وتلقى العلاج أو الاطمئنان على ذويهم من المرضى.

وهل ستخفف تلك الكلمات من الحزن على من ماتوا صعقا بالكهرباء أو تسببت فى ولادة احداهن فى السيارة والأهم من ذلك ماحدث فى مطار القاهرة من جراء موجة الأمطار الأخيرة من رشح قام بغلق مناطق منه وتعطيل العمل وتأخر الواصلين لساعات طويلة وهنا ومن ناحية هندسية وفنية بحتة يثور التساؤل عن كيفية تنفيذ أعمال العزل للأسطح وكيف تم اختبارها والاشراف عليها واستلامها وتسليمها إلى إدارة المطار ثم كيف تتم أعمال الصيانة الدورية لأعمال عزل وتكسية الأسطح والفتحات.

فليس من المقبول فنيا على الاطلاق أن تحدث كل تلك التسريبات من الأسطح لمبانى المطار والتى من المفترض أن تكون واجهة مشرفة لجميع القادمين لمصر وحتى لو التمس بعض المصريين العذر للجهات المسئولة فهل سيكون نفس الانطباع لدى الزائرين والسياح الذين تبادلوا صورا وهم يمرحون فى المياه التى غطت الأرضيات بالكامل ولابد من تشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث فى مطار القاهرة بوابة العاصمة ومحاسبة المتسبب ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه التساهل والإهمال فى صيانة عزل أسطح المطار سواء الصالات القديمة أو الجديدة والتى أنفقت عليها الحكومة من أموال الشعب.

وربما يرجع تشددى فى هذا الأمر كونى سافرت الى بلدانا عديدة تواجه أضعاف ماحدث من زوابع وأعاصير وأمطار فلم تغلق مطاراتها وطرقها وتصاب مدنها بشلل تام فلا بد من الحساب العسير حتى نتجنب تكرار حدوث تلك المأساة ثم يخرج علينا مسئول بأعذار سخيفة مثل عدم تحمل الشبكة لتلك الأمطار ولم يكن فى الحسبان وفوجئنا بما حدث أو لم نكن نتوقع الى آخر مقولات العجز والاستسلام وفى انتظار نتيجة ما ستتخذه الحكومة من اجراءات لمحاسبة المقصرين وتجنب حدوثه مستقبلا.