خط أحمر
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 08:14 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: أمطار البركة

خط أحمر

للمرة الثانية على التوالى تثبت الأجهزة الحكومية فشلها فى اختبار الأمطار فبعد أن تعرضت منطقة القاهرة الجديدة العام الماضى إلى شلل تام بسبب هطول الأمطار والتى أغرقت الشوارع والأنفاق بل وتسللت إلى أدوار الجراجات مسببة أضرارا فادحة لم يعلن عنها رسميا أو عن من يتحمل تكلفة اصلاح الأضرار الناجمة وكالعادة نسى الجميع حجم المأساة وما تعرض له الأهالى من عقاب جماعى بالمكوث فى السيارات أو وسائل النقل إلى ساعات متأخرة دون التمكن من الوصول إلى منازلهم على الرغم من أن القاهرة الجديدة من المدن الحديثة.

ومن المفترض أن روعى فى تصميم طرقها ومرافقها شبكة جيدة لصرف مياه الأمطار إلا أنه ثبت العكس تماما وما تعرضت له مدينة نصر وهيليوبوليس وبعض المناطق فى القاهرة من أمطار شديدة أعاد نفس الشعور بالفشل الحكومى الحاد فى الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء بالرغم من تحذير هيئة الأرصاد المتكرر من موجة سيول وأمطار إلا أن الحكومة تصر على أن تكون مفعولا به وليس فاعلا فتغرق الشوارع وتتعطل مصالح الناس ويعتقل الناس فى سياراتهم ووسائل المواصلات المختلفة ساعات طوال وتصاب المنطقة وعدة مناطق فى القاهرة بالشلل التام ناهيك عن مناطق مصر المختلفة وكأننا نفاجأ كل عام بقدوم فصل الشتاء وهطول الأمطار.

وإذا كانت مصر قد وصلت إلى مرحلة الفقر المائى فهنا يتبادر إلى الذهن فورا ماذا أعددنا من تجهيزات للاستفادة من هذا الخير الربانى والذى أنعمه على بلادنا رب العباد رحمة بمصر والمصريين وهل تم إنشاء بحيرات صناعية لتجميع مياه الأمطار ةالاستفادة من السيول الحادثة فى عدة مناطق أم أن مصيرها إلى باطن الأرض أو إلى البحر ويحزننى أن تكون بلادنا مليئة بكل تلك الخيرات ولكن نهدرها ولا نحسن استغلالها والاستفادة منها ولكن نذهب فورا إلى الحلول الصعبة والمكلفة مثل تحلية مياه البحر وإعادة تدوير مياه المجارى فى الوقت الذى أنعم الله علينا ببحيرات عظيمة مثل قارون والبرلس وحتى نهر النيل فنستخدمهم مكبا للصرف الصحى والصناعى والنفايات وتهطل أمطارا غزيرة فنهدرها هباء منثورا.

ولننظر كيف تتعامل دولة مثل إسرائيل والتى تعانى من فقرا مائيا حقيقيا فى استفادتها من كل قطرة ماء بل وتكثيف الماء من الهواء وإعادة تدوير مياه الصرف والاستفادة القصوى بل وابتكار حلولا جديدة وماذا يمنع من الاستفادة من تجارب الآخرين والدول التى أحرزت تقدما علميا ملحوظا فى مجال الطاقة البديلة والاستفادة من مياه الأمطار والسيول أم أن الهم الأكبر والشغل الشاغل للحكومة هو طرح الأراضى وإنشاء مدن جديدة وماذا عن سكان المدن الحالية أليس لهم الحق فى العيش واستمرار حياتهم بطريقة آدمية وإعادة توجيه بعض المليارات التى تنفق هنا وهناك فى عمل شبكات صرف أمطار صحيحة وخزانات لتخزين مياه السيول وأمطار الخير التى خصنا بها الله وأعلم علم اليقين أنه لن يسمع كلامى أحد أو يستفيد منه مخلوق حتى الناس ستنسى بسرعة فور مرور العاصفة وفى انتظار موجة أمطار جديدة ستتعالى الصرخات ثم تهدأ وتعود ذاكرة الأسماك.

المهندس السيد طوبا أمطار البركة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة