أداء العمرة عن الشخص الحي.. حلال أم حرام؟.. الأوقاف توضح
خط أحمرأيام قليلة تفصلنا عن شهر رجب، الذي يُنذر بقرب حلول شهر رمضان الفضيل، أحد أهم شهور السنة الهجرية، بما يحمله من خصوصية وروحانيات مختلفة عند المسلمين. ويحرص الكثيرون على أداء مناسك العمرة، فهي سنة مؤكدة ينبغي القيام بها متى توفرت الاستطاعة البدنية والمالية، ومن الأسئلة الشائعة في هذا السياق: «هل يجوز أداء العمرة عن الشخص الحي؟».
وأجاب الشيخ خالد الجمل، الخطيب بوزارة الأوقاف والداعية الإسلامي، على هذا السؤال، قائلاً: «يجوز عمل عمرة للحي، وذلك لأنها نوع من أنواع الوكالة وهي جائزة كالحج، حيث إن الحج فريضة، وما يجوز للفريضة يسري على النافلة».
وأضاف «الجمل» أنه يجوز آداء العمرة عن الحي في المذاهب المختلفة حتى وإن كرّه بعضهم ذلك، حيث ذهب الأحناف الى أنها تجوز عن الغير إذا طلب ذلك، وكذلك الشافعية فيجوز أداؤها عن الحي والميت أما المالكية فقالوا أنه تُكره الاستنابة في العمرة.
فيما ذهب الحنابلة إلى أنه «لا تجوز العمرة عن الحي الا بإذنه ومن الأدلة على جواز ذلك ما رواه الترمذي عن أبي رزين العقيلي: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجَّ ولا العمرةَ والظَّعنَ قالَ حُجَّ عن أبيكَ واعتمِرْ». قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وإنما ذكرت العمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يعتمر الرجل عن غيره.
وفي الترمذي أيضاً عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت ولم تحج أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي عنها. قال: وهذا حديث صحيح. قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي: قوله : نعم حجي عنها. فيه جواز الحج عن الميت.
اختلف العلماء حول جواز أداء العمرة لشخص حيث يرى بعضهم أنها من الوكالة؛ ولذلك يفترض فيها العجز ويقصد هنا أن يكون الشخص عاجز بدنياً حتى تجوز العمرة نيابة عنه.
ويجيب الشيخ خالد الجمل، على خلاف العلماء، قائلًا: «خلاف مستساغ عند العجز، فالعمرة كما ذكر نافلة ولا يُلزم فيها أن تتحقق شروط عدم الاستطاعة كالحج، والاستطاعة هنا قد تكون بدنية او مالية او وقتية ايضاً»
وأكدت الخطيب بالأوقاف والداعية الإسلامية، عدم جواز تعداد النية في عمرة واحدة كما لايجب تغيير النية بعد الإحرام وينبغي ان يقوم الشخص بالعمرة لنفسه أولاً إذا لم يفعلها في حياته بعدها يعود إلى التنعيم ويحرم مرة اخرى إذا أراد القيام بأداء عمرة لشخص أخر.
وكانت دار الإفتاء المصرية، اوضحت في فتوى لها حول سؤال «هل يجوز أداء العمرة عن الشخص الحي»، مؤكدة أن هناك حالة واحدة يجوز فيها للمسلم أن يؤدي العمرة عن غيره وهي إذا كان الشخص عاجزًا وغير مقتدر جسديًا على أداء العمرة.
وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المسلم إذا كان غير مقتدر ماليا على أداء العمرة فلا شيء عليه ولكن في حال إذا كان عاجزا فيجوز له أن ينيب غيره عنه.