المبعوث الأمريكي للسودان: لا أرى رغبة سياسية لدى أطراف الصراع للتوصل إلى حل
خط أحمرقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو اليوم الخميس ، بعد أيام فقط من زيارته الأولى منذ توليه منصبه للبلد الذي دمرته الحرب ، إنه لا يرى ما يكفي من "الرغبة السياسية" من الأطراف المتحاربة للتوصل إلى حل للصراع.
وانزلق السودان في براثن الصراع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023،عندما اندلعت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين القادة العسكريين و شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وانتشرت إلى مناطق أخرى، بما في ذلك غرب دارفور، التي عانت من العنف والفظائع في عام 2003.
وخلف القتال عشرات الآلاف من القتلى، وأجبر الملايين على الفرار من ديارهم، ودفع شريحة كبيرة من السكان إلى حافة المجاعة.
وسافر بيريلو، الذي عين مبعوثا خاصا في فبراير/شباط الماضي ، إلى بورتسودان يوم الاثنين الماضي، للقاء مسؤولين سودانيين، ومن بينهم رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، القائد العام للقوات المسلحة ، الفريق عبدالفتاح البرهان، الذي تقاتل قواته ميليشيات الدعم السريع سيئة السمعة بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو(حميدتي) منذ 19 شهرا.
وانهارت محاولات متعددة للتوسط لوقف إطلاق النار، كان آخرها في أغسطس/ آب الماضي، عندما رفض الجيش السوداني حضور المحادثات بوساطة أمريكية في جنيف.
ومنذ ذلك الحين، تسارعت حدة القتال، واتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع من بينها قتل المدنيين والاغتصاب في عدة أجزاء من البلاد.
وقال بيريلو في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس (أ ب ) في روما:" لا أرى حتى الآن ما يكفي من الرغبة السياسية لدى الأطراف لإيجاد حل حقيقي لهذا الصراع" ، مضيفا إن أي حل "يجب أن يتمحور حول إعادة السيطرة مرة أخرى إلى الشعب".
يشار إلى أن السودان كان يحاول تشكيل حكومة مدنية بعد أن تسببت انتفاضة شعبية في الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير في عام 2019. ولكن فترة الانتقال إلى الديمقراطية التي لم تدم طويلا، خرجت عن مسارها عندما شارك البرهان وحميدتي في عملية استيلاء عسكري على السلطة في البلاد عام 2021.
ولكن سرعان ما اختلف القائدان، واندلع بينهما صراع طال أمده من أجل السيطرة على مقاليد الحكم وتحول إلى معارك شهدتها العاصمة الخرطوم في أبريل/نيسان 2023 ثم ما لبث أن انتشر الصراع إلى باقي أنحاء البلاد.