كشف الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بالجامعة التكنولوجية بماليزيا، عن انتشار بقع بالألوان البيضاء في الخريطة الجيولوجية لسد السرج، السد الركامي المساعد والأخطر من سد النهضة.

وأكد الدكتور محمد حافظ أن الألوان البيضاء المنتشرة على الخريطة الجيولوجية لـ سد السرج عبارة عن صخور بيضاء، وهي صخور رسوبية جيرية في طبيعتها، وهي من الأحجار المنتشرة في المنطقة المقام عليها سد السرج في إثيوبيا.

وعن ظهور أشكال بيضاء على الخريطة الجيولوجية لسد السرج، قال الدكتور محمد حافظ: "سألت أحد المواقع العلمية عن طبيعة اللون الأبيض في هذه الخريطة الجيولوجية الخاصة بالسد المساعد لمشروع سد النهضة في إثيوبيا"

وكشف الدكتور محمد حافظ عن طبيعة الصخور البيضاء المنتشرة في خريطة سد السرج، فقال: "الصخور بيضاء اللون الظاهرة في الصورة هي على الأرجح رسوبية في طبيعتها، واستنادًا إلى المنطقة المحيطة بسد السرج في إثيوبيا، وقد تكون حجر جيري أو حجر دولوميتي. هذه الأنواع من الصخور شائعة في المناطق ذات الرواسب المهمة."

وتابع الدكتور محمد حافظ قائلًا: "الحجر الجيري هو صخر رسوبي أبيض شائع يتكون بشكل أساسي من كربونات الكالسيوم (CaCO₃). يتشكل في المياه البحرية الضحلة الدافئة والصافية، وغالبًا ما يوجد في المناطق ذات البيئات البحرية التاريخية. قد يكون المظهر الأبيض ناتجًا عن نقاء الحجر الجيري، الذي يفتقر إلى الشوائب مثل الطين أو المواد العضوية".

وأوضح خبير السدود أن "الحجر الدولوميتي.. احتمال آخر محتمل، الحجر الدولوميتي مشابه للحجر الجيري ولكنه يحتوي على المغنيسيوم أيضًا. يمكن أن يظهر باللون الأبيض ويوجد في البيئات الرسوبية. يتشكل الحجر الدولوميتي عندما تقوم المياه الغنية بالمغنيسيوم بتغيير الحجر الجيري."

وقال الدكتور محمد حافظ عن بناء سد السرج في منطقة الصخور الجيرية الرسوبية: " بناء المنشأت المائية على حجر جيري حرام وفي قول اخر من الكبائر..."

وأشار الدكتور محمد حافظ، إلى أن المناطق الجيرية تحت سد النهضة، تحولت لكهوف داخل بحيرة سد السرج الركامي، موضحًا أن الأحجار الجيرية الموجودة تحت السد تتحول بسهولة جدًّا لمواد تذاب في الماء في بسهولة.

وقال خبير السدود إن: "المناطق الجيرية والتي تحولت لكهوف داخل بحيرة سد السرج الركامي، السد المساعد في إثيوبيا، الأحجار الجيرية الموجودة تحت سد السرج الإثيوبي... تتحول بسهولة جدا لمواد تذاب في الماء وخاصة الماء ببحيرات تخزين الماء للسدود الضخمة".

وأوضح الدكتور محمد حافظ أن "المياه تصبح أكثر حمضية بسبب غاز الميثان الناتج عن تعفن (الغابات الإستوائية)، التي تم إغراقها تحت سطح مياه التخزين فتحولت لمعمل عملاق لإنتاج غاز الميثان، والذي يحتوي على (4 ذرات كربون) وليس مثله مثل غاز (ثاني أوكسيد الكربون والذي يحتوي على ذرة كربون واحدة)".

وتابع محمد حافظ "أن غاز الميثان أكثر حموضة من غاز ثاني أكسيد الكربون عند إذابته في المياه وتحوله لحامض الكربونيك، وبمجرد هبوط معامل الحموضة في بحيرة التخزين لأقل من (7.0) تبدأ في ذوبان الأحجار الجيرية وإنشاء (كهوف)..".

وقال خبير السدود محمد حافظ إن "معدل إنشاء الكهوف يتزايد مع انخفاض معدل الحموضة الـ ( pH)، وأيضًا مع ارتفاع عمود المياه الضاغط فوق تلك الكهوف".

وأضاف محمد حافظ أن "الكشف الجيولوجي لموقع السد المساعد لسد النهضة هو وجود مساحات كبيرة من جيولوجيا الأحجار الجيرية بمنطقة السد الخرساني، وأيضًا السد المساعد "سد السرج".

وأشار إلى أنه "مع تراكم المياه الحمضية ببحيرة التخزين، سوف يزداد معدل (ذوبان الأحجار الجيرية) وخاصة في ظل وجود عمود مياه ضاغط كبير يزيد عن 50 متر أمام السد المساعد".