نشاط مكثف لمصر خلال ترؤسها مجلس السلم والأمن الإفريقي في أكتوبر


نشاط مكثف قدمته مصر خلال توليها رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال شهر أكتوبر، برئاسة السفير الدكتور محمد جاد، سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، شملت المشاركة فى العديد من الفعاليات ذات الصلة ومناقشة أبرز القضايا التى تمس السلم والأمن بدول القارة.
وأشار المندوب الدائم إلى أن الرئاسة المصرية تعمل على تعزيز دور المجلس كجهاز معني بصون السلم والأمن والاستقرار ومعالجة التحديات الأمنية والتنموية التي تشهدها القارة الإفريقية، حيث تأتي الرئاسة المصرية للمجلس في سياق إقليمي ودولي معقد تتزايد فيه التحديات الأمنية وهو ما تطلب تضافر الجهود والتشاور بشفافية حول سبل مواجهتها عبر مقاربة شاملة بغية إرساء الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية وتحقق أهداف أجندة الإتحاد الأفريقي للتنمية 2063.
وأضاف السفير محمد جاد، أنه خلال الرئاسة المصرية للمجلس تم تنظيم العديد من الفعاليات بدايةً بزيارة المجلس للقاهرة لعقد لقاء تفاعلي مع وزير الخارجية والهجرة حول قضايا السلم والأمن في القارة، ومشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجلسة للمجلس على مستوى المندوبين الدائمين حول الرابط بين السلم والأمن والتنمية اتساقاً مع ريادة رئيس الجمهورية لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، فضلاً عن زيارة المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام التابع لوزارة الداخلية.
وأوضح السفير د. محمد جاد أن برنامج الرئاسة المصرية تضمن عقد المشاورات السنوية بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، والثلاثي الأفريقي بمجلس الأمن، ولجنة الأمم المُتحدة لبناء السلام، كما سيتم عقد جلسة مشتركة بين مجلس السلم والأمن ولجنة المندوبين الدائمين الفرعية للإشراف العام وتنسيق الميزانية والشئون المالية والإدارية – التي ترأسها مصر– بهدف دراسة تمويل عمليات السلام الأفريقية، وكذلك جلسة حول تطورات الأوضاع في الصومال وترتيبات ما بعد خروج بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية بهدف دعم مؤسسات الدولة الصومالية في مكافحة الإرهاب وبناء واستدامة السلام.
وأفاد المندوب الدائم أيضاً بعقد جلسات أخرى حول مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية، والوضع الإنساني في القارة، وقضايا المرأة والسلم والأمن، والمناخ والسلم والأمن.
مصر بمجلس السلم والأمن الأفريقي
جدير بالذكر أنه تم انتخاب مصر لمقعد العامين بمجلس السلم والأمن بالإجماع خلال اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في فبراير 2024، كممثل عن إقليم شمال أفريقيا، وهو ما يعكس تقدير وثقة دول إقليم شمال أفريقيا الشقيقة، وكذا كافة دول القارة لجهود مصر والتزامها بتعزيز السلم والأمن والاستقرار في إفريقيا.
زيارة أعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي لمصر ولقاؤهم وزير الخارجية
استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وفداً من أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، بالتزامن مع بدء رئاسة مصر للمجلس، ويتضمن الوفد مفوض السلم والأمن الأفريقي، وممثل الاتحاد الأفريقي للسودان، والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن، إلى جانب مسئولي إدارة الشئون السياسية والسلم والأمن بمفوضية الاتحاد الأفريقي.
أشار وزير الخارجية والهجرة خلال الاجتماع إلى التحديات التي تواجه افريقيا على الساحة الدولية، وأهمية السعي لتحقيق السلام المستدام، مؤكداً على أن مصر باعتبارها إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقي ومن خلال عضويتها الحالية في مجلس السلم والأمن، وكذا ريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، ورئاستها الحالية للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة التنمية الإفريقية "نيباد"، تعمل بكل جهد وإخلاص على تعزيز منظومة الأمن والاستقرار الجماعي بالقارة الإفريقية ودفع الجهود التنموية والتكامل القاري وإعادة الإعمار، كما تتبنى نهجاً ثابتاً في سياستها الخارجية يقوم على حل النزاعات بالطرق السلمية والتشاور بهدف التوصل إلى حل مرضي لجميع الأطراف.
وأوضح الدكتور بدر عبد العاطي أن الرئاسة المصرية لمجلس السلم والأمن الأفريقي في شهر أكتوبر تأتي في سياق إقليمي ودولي معقد للغاية، وتتزامن مع بزوغ عدد من التحديات غير المسبوقة التي تنعكس بشكل سلبي للغاية على الأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية، ومنها على سبيل المثال التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق على فلسطين ولبنان.
وكذلك تدهور الأوضاع في كل من ليبيا والسودان، وتدخل العديد من أطراف خارجية في هاتين الأزمتين، وهو ما زاد من وطأة الصراع بهما، وأخيراً ما نشهده خلال الفترة الأخيرة من عدم احترام بعض الدول الأفريقية للمبادئ الأساسية التي قام عليها النظام التأسيسي للاتحاد الأفريقي والتي لطالما مثلت الضامن الرئيسي للعلاقات الأخوية بين الدول الأعضاء، وعلى رأسها احترام سيادة ووحدة أراضي الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما ترتب عليه ما نشهده في الوقت الراهن من تأجج التوترات والصراعات الإقليمية.
كما أكد الوزير الدكتور عبد العاطي على أن هذه التحديات تحتم على الدول الإفريقية العمل على نبذ الخلافات فيما بينها، وتضافر الجهود والتشاور بشفافية حول سبل مواجهتها عبر انتهاج مقاربة شاملة تأخذ في الحسبان الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية لتلك الأزمات وليس فقط التركيز على الحلول السياسية والأمنية، بغية إرساء الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية وتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية ٢٠٦٣.
مصر تترأس فعاليات الأسبوع المخصص للمشاورات بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي
ترأس السفير د. محمد جاد مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي ورئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي لشهر أكتوبر الجاري فعاليات الأسبوع المخصص للمشاورات بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي في نيويورك، حيث عقد المجلس جلسته الأولى مع المجموعة الأفريقية للسفراء المعتمدين لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد تركز الاجتماع على تنسيق المواقف الأفريقية حيال التحديات التي تواجهها القارة بغية التحدث بصوت موحد خلال المشاورات مع مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن ضرورة تعزيز الرابط بين السلم والأمن والتنمية في القارة، وتنسيق المواقف الأفريقية حيال قضايا السلم والأمن التي تؤرق القارة وأبرزها تمويل عمليات دعم السلام، والوضع في القرن الأفريقي، والسودان، والصومال، والكونغو الديمقراطية باعتبارها أبرز القضايا محل النقاش بمجلس الأمن في الفترة الحالية.
مصر والبرازيل يتشاركان رئاسة الاجتماع التشاوري السابع بين مجلس السلم والأمن ولجنة بناء السلام
ترأس السفير د. محمد جاد مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي ورئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي لشهر أكتوبر الجاري بالاشتراك مع مندوب البرازيل الدائم لدى الامم المتحدة الاجتماع التشاوري السابع بين مجلس السلم والأمن ولجنة بناء السلام والذي انعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد تركز الاجتماع على سبل تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين مجلس السلم والأمن الافريقي ولجنة بناء السلام الأممية تزامناً مع اعتماد سياسة الاتحاد الافريقي المحدثة لإعادة الإعمار ، و كذا المراجعة الجارية لبنية بناء السلام.
كما تطرق الاجتماع لدعم جهود بناء السلام في القارة الافريقية سواء من حيث الدعم المادي أو اللوجستي أو برامج بناء القدرات، مع ربط هذه الجهود بتنفيذ مشروعات لتعزيز السلم والأمن والتنمية في القارة فيما بعد النزاعات، لاسيما وان مصر تتمتع بدورا رائدا في هذا المجال على الصعيد القاري وهو ما يتجلي في ريادة رئيس الجمهورية لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، وكذا استضافة القاهرة لمركز الاتحاد الافريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.
نشاط مكثف لمجلس السلم والأمن خلال زيارته للقاهرة وبورسودان
في إطار رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الأفريقي لشهر أكتوبر، أجرى المجلس زيارة إلى القاهرة وبورسودان شهدت عدة اجتماعات وفعاليات، حيث استهل المجلس زيارته للقاهرة بلقاء د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة واستعرض الرؤية المصرية بشأن التحديات السياسية والتنموية والأمنية التي تواجه القارة الأفريقية وملفات السلم والأمن، وأشار إلى أن مصر تعمل على تعزيز منظومة الأمن والاستقرار الجماعي بالقارة الافريقية ودفع جهود التنمية والتكامل القاري وإعادة الإعمار، وذلك باعتبار مصر إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقي وريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، ورئاستها للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة التنمية الافريقية "نيباد".
كما نظمت الرئاسة المصرية لقاء مع أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية لتبادل الرؤى بين مجلس السلم والأمن الأفريقي والجامعة العربية حول سبل الاستجابة للتحديات والتطورات المتلاحقة في القارة الإفريقية والشرق الأوسط، حيث مهد الاجتماع لتدشين حوار مؤسسي بين المنظمتين نظراً لتشابك المصالح العربية الإفريقية ووجود قضايا عديدة ذات الاهتمام المشترك.
وتضمنت الزيارة عقد جلسة موسعة لمجلس السلم والأمن الأفريقي تحت عنوان "العلاقة الترابطية بين السلم والأمن والتنمية: سد الفجوات بين السياسات والمُمارسة" هدفت إلى زيادة التوعية بشأن العلاقة بين التنمية والسلم والأمن، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات والدروس المستفادة في تنفيذ البرامج الخاصة بالرابط بالدول الأفريقية، واستعراض كذلك مخرجات النسخة الرابعة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية، كأحد أبرز المنابر القارية في تنفيذ الرابط ما بين التنمية والسلم والأمن.
كما أجرى المجلس زيارة لأكاديمية الشرطة، باعتبارها من أفضل الأكاديميات في أفريقيا في مجال التدريب على عمليات حفظ السلام، وذلك للتعرف على الدورات التدريبية التي يقدمها المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام التابع لوزارة الداخلية.واستعرض مدير أكاديمية الشرطة الامكانات التي تتمتع بها الأكاديمية ومراكز ومعاهد البحوث التابعة لها، وكذا برامج التدريب للأشقاء الأفارقة في مجال حفظ السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وأشار إلى قيام الأكاديمية بتقديم منح دراسية كاملة لعدد من الكوادر الشرطية بالدول الأفريقية، واعتماد المركز كمركز تميز تابع "لقدرة إقليم شمال أفريقيا NARC"وكذا الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وفي نهاية الزيارة، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام وإدارة الشئون السياسية والسلم والأمن بمفوضية الاتحاد الأفريقي بشأن التعاون في مجالات تدريب العناصر الشرطية وبناء قدراتهم للمشاركة في عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.
كما اضطلعت الرئاسة المصرية للمجلس بتنظيم زيارة لأعضاء المجلس إلى بورسودان، وذلك في أول زيارة يقوم بها المجلس منذ تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي في 2021، والتقى أعضاء وفد المجلس بلفيف من رموز الدولة والحكومة السودانية، وعلى رأسهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي، والسيد الفريق بحري إبراهيم جابر، عضو المجلس ورئيس اللجنة العليا للشئون الإنسانية، والسيد الفاتح طيفور، النائب العام ورئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني، والسيد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، بالإضافة إلى العديد من رموز المجتمع المدني وممثلي الأحزاب والقوى السياسية.
وقد سمحت هذه للزيارة لعدد من الدول أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي بتشكيل رؤية متكاملة حول الأزمة السودانية وسبل دعم السودان الشقيق في الخروج من محنته، بما في ذلك تيسير استئناف السودان لأنشطته بالاتحاد الأفريقي واستعادة دوره الفعال في المنظمة القارية. وقد أعرب الجانب السوداني عن خالص تقديره لزيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى بورسودان، لما لها من تأثير إيجابي على استعادة السودان لقنوات الاتصال بالاتحاد الأفريقي، كونه عضوًا مؤسسًا للمنظمة القارية، ولاستقراء حقائق الوضع الحالي في السودان.