محافظة البحيرة تضم ما يقرب من 152 موقع وتل أثري :

تقع محافظة البحيرة في غرب الدلتا يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الشمال الغربي محافظة الإسكندرية ومن الغرب محافظة مطروح ومن الجنوب الجيزة ومن الشرق كفر الشيخ, الغربية والمنوفية. وتضم في طياتها ما يقرب من 152 موقع وتل أثري، حيث تقع المواقع الأثرية المصرية القديمة بمحافظة البحيرة ضمن الإقليم الثالث من أقاليم مصر السفلى، والذي يعرف باسم "إمنت" أي: "الغربي". وكانت عاصمته تعرف باسم: (برنبت إيماو)، أي : "مقر سيد النخيل".

كل ما تريد معرفته عن تل آثار الأبقعين :

تل آثار الأبقعين Tell Abqa'in يقع بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، مسجل في منطقه أثار البحيره برقم 100216، وكان التل مرتفع عن الأرض وظاهراً للعيان وكانوا يعتقدوا منذ فتره طويلة أنه حصناً أو قلعه للرعامسه ملوك الدولة الحديثة في مصر.

ويرتفع تل أثار الأبقعين بمقدار 3م فوق مستوي سطح البحر وتوجد مناطق رمليه مرتفعه في مناطق الجنوب والشمال وتتواجد الكثبان الرملية في الجنوب الغربي والغالبية رملي وسلسله من برك أو أحواض صغيره وكبيره وتسود منطقه رمليه في الشمال الشرقي حيث يقع تل أثار البرنوجي El-Barnougi وفي الشرق يقع تل أثار خاتمه والشمال الغربي يقع تل أثار البقرة.

وقد اكتشف دارسي Daressy موقع آثار تل الأبقعين عام 1903م الذي يقع على بعد 75كم جنوب شرق الإسكندرية و 5كم جنوب شرق بلدة حوش عيسى في محافظة البحيرة، وقد أبلغ دارسي عن تلين مجاورين للتل الرئيسي، أحدهما يحتوي على مجموعة من كتل الحجر الجيري منقوشة بأحرف هيروغليفية كبيرة افترض أنها جزء من بوابة.

تل آثار الأبقعين من الحصون المصرية القديمة :

تل الأبقعين كان يُعتقد قديماً أنه حصن أو قلعة تعود إلى عصر الرعامسة. حيث تم اكتشاف بقايا جدران وأبراج ضخمة تشير إلى وجود حصن كبير. كما عثر الباحثون على كميات كبيرة من شقفات الفخار التي تعود إلى عصور مختلفة، منها عصر الدولة الحديثة والبطالمة والرومان. كما تم العثور على أدوات حجرية مختلفة الاستخدامات، مما يدل على أن الموقع كان مأهولاً بالسكان لفترة طويلة.

ويقع تل الأبقعين Tell Abqa'in في منطقة إستراتيجية هامة، مما يجعله موقعاً دفاعياً مثالياً. كما يشير وجود كميات كبيرة من الفخار إلى أن الموقع كان مركزاً تجارياً مهماً. ومركزاً دينياً، حيث تم العثور على بعض الآثار الدينية. كان الحصن يلعب دوراً حيوياً في حماية الحدود المصرية من الغزوات الليبية.

تل الأبقعين يقدم لنا صورة واضحة عن الحياة في مصر خلال عصر الرعامسة:

كان هذا الحصن ليس مجرد موقعاً عسكرياً فقط، بل كان أيضاً مركزاً تجارياً ودينياً هاماً. فقد تم بناء هذا التل ليكون حصناً قوياً لحماية الحدود المصرية. كما كان الحصن مركزاً تجارياً، حيث تم العثور على بضائع مستوردة من مناطق من خارج مصر. حيث يقدم تل الأبقعين أدلة على التفاعلات الثقافية بين المصريين والشعوب المجاورة.

الاكتشافات الأثرية الحديثة بالتل :

أثمرت أعمال الحفائر الأثرية بمنطقة تل الأبقعين في محافظة البحيرة عن اكتشافات مذهلة تكشف عن جوانب جديدة من الحياة العسكرية والحياة اليومية في مصر القديمة. فقد تم العثور على ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة والطعام تعود إلى عصر الدولة الحديثة، مما يؤكد أهمية هذا الموقع كمركز عسكري استراتيجي لحماية الحدود الغربية لمصر. ومن بين أهم الاكتشافات سيف برونزي يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية التي تدل على الحياة اليومية للجنود، مثل أدوات الحرب والصيد والزينة، وأيضاً أدوات الطهي والتخزين. كما عثر على دلائل على وجود عبادات دينية داخل الحصن، مثل تمثال لبقرة مقدسة وجعارين تحمل أسماء الآلهة المصرية.

تل الأبقعين يكشف عن أسرار الجيش المصري القديم :

هذا الاكتشاف يسلط الضوء على التنظيم العسكري المتقدم الذي كان يتمتع به الجيش المصري القديم، وكيف كان الجنود مجهزين بأحدث الأسلحة والتجهيزات. كما يعكس أهمية الحصن في حماية مصر من الغزوات الخارجية.

حيث إن وجود ثكنات عسكرية مصممة خصيصًا لإيواء الجنود وتخزين معداتهم يشير إلى وجود بنية تحتية عسكرية متطورة. مما يعني أن الجيش المصري القديم لم يكن مجرد مجموعة من المحاربين، بل كان قوة منظمة بشكل جيد.

أيضاً وجود مخازن مخصصة للأسلحة والطعام والمؤن يدل على وجود نظام متكامل، حيث كان يتم توفير كل ما يحتاجه الجيش من إمدادات بشكل مستمر ومنظم. وتصميم الثكنات والمخازن بشكل متماثل ومنظم يشير إلى وجود مهندسين معماريين قادرين على التخطيط وتنفيذ مشاريع بناء كبيرة ومعقدة. والعثور على سيف برونزي مزين باسم الملك رمسيس الثاني يشير إلى وجود صناعات حربية متقدمة قادرة على إنتاج أسلحة عالية الجودة. ولهذا فإن اكتشاف تل الأبقعين يقدم لنا دليلاً قاطعاً على أن الجيش المصري القديم كان قوة عسكرية منظمة بشكل جيد، تتمتع بقدرات عالية.