فضائح قطاع الاسكان التعاوني علي عينك يا تاجر، والمستندات التي كنا نحصل عليها في الخفاء ، وكأنها أسراراً عسكرية ، أصبحت بين عشية وضحاها، متاحة و مباحة و متداولة، و متناثرة علي قارعة الطريق، لأنها الآن جزء من تحقيقات موسعة ، بدأت بالفعل علي عدة مستويات ،وفي جهات عدة، نذكر منها علي سبيل المثال، وزارة الإسكان والمرافق والاتحاد التعاوني .
فبعد أن كان كل شئ هادئ في أروقة القطاع المهم، ولا يوجد ما يشغل بال أي جهة بما يدور في الغرف المغلقة، من ابتكار لأساليب التربح علي حساب الملايين، هم اعضاء الجمعيات الإسكانية، ولا يوجد ضمير يقظ، يوقف نزيف النهب المنظم ، حتي أزحنا النقاب عنها .
علي أي حال ، بعد نشر مقالنا السابق بيوم واحد تعرضت لأزمة صحية مفاجئة، دخلت علي أثرها المستشفي ، وبينما كنت في الرعاية المركزة، لم أكن أعلم في تلك اللحظات الحرجة ، أن الدنيا انقلبت رأساً علي عقب في الاتحاد وعدد من الجمعيات و مكاتب خبراء التثمين، اتصالات هاتفية لا تتوقف، وبعد أن أُتيح لي الرد علي الهاتف ، تلقيت مطالبات بالتوقف عن الكتابة في هذا الشأن، لأنني أتناول شخصيات نافذة، وقادرة، وطبعاً "الباقي انتوا فاهمينه"، وآخرين طلبوا مني صراحة، نشر تكذيب عن واقعة بيع أرض البحر الأحمر، و قصة فتح حساب بالدولار قبل إجراء المزاد ومن دون موافقة هيئة التعاونيات علي فتح الحساب، والمثير للدهشة أن أحدهم كلب مني ارسال ما لدي من مستندات ، وأخرين ارسلو مذكرات للدفاع عن أنفسهم، فكشفت ذات المستندات عن جرائم جديدة ، لن يفلت منها أحد .
كل هذا عادي، بل عادي جداً ولا يرهبني، لأنني تعرضت له مرات ومرات، ومرات ، طيلة ثلاثين عاماً، وهنا أتوقف، كنت قد وعدت بالكشف عن خطة، تسهيل الاستيلاء علي أرض الدولة ، من بين الاتصالات الهاتفية التي تلقيتها، اتصالات متكررة من مسؤلي إحدي الجمعيات، فيما يتعلق ببيع ١٣٠ألف متر بالمنطقة السياحية في البحر الأحمر ، وهي أرض مسحوبة من قبل المخافظة، وقالوا "هيبعتوا ورق " يفيد بوجود مفاوضات مع المحافظة ، وكعن علي حكم المحكمة ، يا سادة الطعن علي حكم مجلس الدولة ، لا يوقف تنفيذه ، وهذا يعني أن الأرض التي كان يتم إعدادها للمزاد ، ملك للدولة ، وإذا كانت ملكاً للجمعية، فلابد من موافقة المحافظه علي البيع ، وبعد الوعد بارسال الورق ،لا حس ولا خبر ، وكما قلنا نحن أمام حلقة من حلقات غسيل الأموال بفتح حساب بالدولار وايداع مبالغ به قبل الإعلان عن المزاد ،مما يؤكد ان المزاد صورى من البداية، فالمتفق عليه بين حيتان الفساد من أعضاء مجلس الاتحاد المنحل ، انه بعد ترسية المزاد، سيتم سداد الدفعة الأولى ، بنسبة 10% ستتوقف الشركة عن دفع الأقساط لان الأرض مسحوبة اصلا ، وبهذا يتم الاستيلاء علي الأرض كلها بالدفعة المقدمة فقط ، هذه هي الخطة الجهنمية التي يعرفها 3 فقط في الاتحاد ، يعني عملية نصب وغسيل أموال متقنة . ان مقالاتنا التي كشفنا من خلالها عمليات النهب المنظم، أحدثت ضجيجاً قلب الهدوء الي صخب وأوجعت كلماتنا المتورطين، أكرر مرة أخري، أوجعت بعض المتورطين بصورة مباشرة، وأصابت البعض الآخر بالرعب من القادم، وقد تكشف ذلك في الحوارات التي دارت أمس السبت في استراحة محكمة القضاء الإداري ، قبل تأجيل النظر في الطعن علي قرار الحل ،حين تعجب محمد الفار ،من الزميل محمد موسي رئيس مجلسي إدارة وتحرير موقع خط أحمر الاخباري ، كيف يسمح لي بالنشر ، وأنه سيوقف النشر لأن موسي صديقه ، وكان ضيفاً عليه في برنامجه خط احمر ، ثم أردف قائلاً أنه ذهب مع اعلامي وصحفي بورسعيدي، الي وزير الإسكان ، وسبعود علي حصان أبيض ، لأن الوزير لا يعرف شئ عن قرار الحل ، يا شيييييخ ،معقول يكون فيه حد زور قرار الوزير بالحل وتعيين مجلس مؤقت، فعلاً اللي اختشووووا !
مفاجأة من العيار الثقيل ، أحد أقطاب العمل التعاوني ، والذي كان يدير المنظومة بما فيها من كفاءات علمية وكوادر قيادية وأساتذة جامعات واطباء، يعني بيدير المنظومة كلها من المطاعم الفاخرة ، هل تدرون أنه بدون أي مؤهل يذكر ، ولديه بطاقات بمؤهلات مختلفة ... انتظرونا في مقالنا المقبل