خط أحمر
الجمعة، 13 سبتمبر 2024 05:49 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور أحمد عبود يكتب: الفرخة أم السمكة: الاستراتيجية الأمثل لتحقيق النجاح في عالم الشركات

خط أحمر

في عالم الأعمال والشركات، هناك استراتيجيات متعددة تعتمد على طبيعة السوق وأهداف الشركة. ومن بين هذه الاستراتيجيات يمكننا النظر إلى "الفرخة" و"السمكة" كمجازات تعكس أساليب مختلفة في إدارة الشركات وتحقيق النجاح. تختلف هذه الأساليب بناءً على الرؤية طويلة الأمد للشركة، والموارد المتاحة، والطبيعة التنافسية للسوق الذي تعمل فيه.

الفرخة في هذا السياق تمثل الشركة التي تركز على النمو المستدام والإنتاج المستمر. مثلما تضع الدجاجة بيضًا بشكل منتظم، تسعى هذه الشركة إلى تحقيق نتائج ثابتة ومتسقة على المدى الطويل. هذا النوع من الشركات يفضل الاستثمار في موارد دائمة، ويعمل على تطوير استراتيجيات تضمن الاستمرارية والاستدامة. قد تجد أن هذه الشركات تركز على بناء علاقات طويلة الأمد مع عملائها وتوسيع نطاق أعمالها بشكل تدريجي ومدروس. غالبًا ما تكون هذه الشركات حذرة في توسعها، مفضلة النمو العضوي على الاندفاع نحو التوسع السريع. الفكرة هنا هي أن الدجاجة، رغم أنها قد لا تقدم نتائج فورية مبهرة، إلا أنها على المدى الطويل تنتج بانتظام وبثبات، مما يضمن للشركة قاعدة مستقرة من الإيرادات والموارد.

من ناحية أخرى، نجد السمكة التي تمثل الشركة التي تعتمد على التوسع السريع والقدرة على التكيف مع التغيرات في السوق. مثل السمكة التي تسبح بحرية في المحيط وتتنقل بسرعة بين الفرص، تسعى هذه الشركات إلى استغلال الفرص المتاحة بسرعة وفعالية. هذه الشركات تكون أكثر استعدادًا للمخاطرة وتفضل الدخول إلى أسواق جديدة بسرعة، حتى وإن كانت تلك الأسواق غير مستقرة أو تحمل مخاطر عالية. السمكة ترمز إلى الشركة التي تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في بيئة العمل، سواء كانت تلك التغيرات تتعلق بالتكنولوجيا أو بتغيرات في تفضيلات العملاء أو المنافسة.

عند النظر إلى هذين المجازين، يمكننا أن نرى كيف أن كل منهما يعكس فلسفة إدارة مختلفة. الفرخة تمثل الاستقرار والنمو المستدام، بينما تمثل السمكة المرونة والقدرة على الاستجابة السريعة. في الواقع، قد تجد الشركات الناجحة طريقة للدمج بين هاتين الفلسفتين، حيث تسعى لتحقيق الاستقرار في بعض جوانب أعمالها، مع الاحتفاظ بالقدرة على التكيف والتوسع السريع في جوانب أخرى. هذا التوازن يمكن أن يكون المفتاح للنجاح في بيئات عمل معقدة ومتغيرة.

في الختام، يمكن القول إن اختيار الشركة لتكون "فرخة" أو "سمكة" يعتمد بشكل كبير على أهدافها الاستراتيجية، وطبيعة السوق الذي تعمل فيه، والموارد المتاحة لها. الشركات التي تفضل النمو المستدام قد تجد أن نهج الفرخة هو الأنسب لها، بينما الشركات التي تسعى للنمو السريع والتوسع الدولي قد تميل إلى استراتيجية السمكة. ومع ذلك، في بيئة الأعمال المعاصرة، قد يكون من الحكمة أن تسعى الشركات لتحقيق توازن بين الاستقرار والمرونة، مما يمكنها من الاستفادة من أفضل ما في كلا النهجين لتحقيق النجاح طويل الأمد.

أحمد عبود مقالات خط أحمر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة