خط أحمر
الأربعاء، 30 أكتوبر 2024 09:41 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور أحمد عبود يكتب: فص ملح وداب.. صديق المناسبات السعيدة

خط أحمر

في عالم العلاقات البشرية، لا تخلوا صداقاتنا من تلك الفئة من الأشخاص الذين يظهرون في حياتنا كالأطياف، يأتون عند الأوقات السعيدة كالفراشات الملونة، ولكنهم يختفون في لحظات الحزن كأنهم "فص ملح وداب". هؤلاء الأشخاص، نطلق عليهم بشكل ساخر "أصدقاء المناسبات السعيدة".

تجدهم يتصدرون قائمة المدعوين في حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، يملؤون الأجواء ضجيجًا وضحكًا، يشاركونك فرحتك وكأنهم جزء لا يتجزأ من حياتك. إنهم لا يفوتون فرصة ليكونوا في مقدمة الصور الجماعية، ويحرصون على نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، متباهين بصداقتهم المزيفة التي تتلألأ في أعين الناس.

ولكن عندما تدور عجلة الحياة وتأتي لحظات الشدة، يصبح هؤلاء الأصدقاء كأنهم لم يكونوا موجودين أصلاً. تحاول الاتصال بهم فلا يجيبون، ترسل لهم رسائل فلا يردون، وكأنهم تحولوا بالفعل إلى "فص ملح وداب". في هذه اللحظات، يتبدد وهج الصداقة الكاذبة، وتظهر حقيقة أن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا سوى ظلال عابرة في حياتك.

المضحك في الأمر أن هؤلاء الأصدقاء لا يشعرون بأي حرج عند العودة مرة أخرى في اللحظات السعيدة، معتقدين أن الكل قد نسي تقاعسهم. يأتون محملين بالهدايا والابتسامات الواسعة، محاولين استعادة موقعهم في قلب الاحتفال وكأن شيئًا لم يحدث.

ربما تكون هؤلاء الأصدقاء قد خُدعوا بأفكارهم السطحية وبمفهومهم القاصر عن الصداقة. إنهم يعتقدون أن الصداقة تقتصر على المشاركة في اللحظات الجميلة فقط، متناسين أن الصداقة الحقيقية تُختبر في الأوقات الصعبة، حيث يظهر المعدن الأصيل للصديق الذي يساندك ويقف بجانبك عندما تسود الغيوم.

في نهاية المطاف، يبقى لنا درس مهم نتعلمه: الصداقة ليست مجرد تواجد في الأفراح، بل هي دعم في الأحزان ومواقف الشدة. لذا، علينا أن نميز بين أصدقاء المناسبات وأصدقاء الحياة، لأن الأصدقاء الحقيقيين هم من يبقون بجانبك في كل لحظة، سواء كانت مليئة بالسعادة أو بالحزن.

الدكتور أحمد عبود فص ملح وداب خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة