خط أحمر
السبت، 5 أكتوبر 2024 09:33 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

د. أيمن الرقب يكتب: الابتزاز الأمريكي الصلف

خط أحمر

في السابع من شهر مايو الماضي عقد اجتماع امريكي سعودي بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ، بهدف التشاور حول توقيع اتفاقية دفاع مشترك سعودي أمريكي ، وخاصة أن الدول العربية محرم عليها الدخول في حلف الأطلسي ، وتبحدث بعض الدول على إيجاد بديل عن الدخول في حلف الأطلسي ( الناتو ) من خلال اتفاقيات الدفاع المشترك ، لتضمن المملكة العربية السعودية دفاع الولايات المتحدة الأمريكية عنها إذا حدث عليها هجوم أو اقل تقدير حصول المملكة العربية السعودية على أسلحة أمريكية متطورة ، ومنظومات دفاعية وأمنية حديثة ، وكذلك تسهيل وصول المملكة العربية السعودية لاستخدام التكنولوجيا النووية الحديثة .

في هذا الاجتماع ظهر الوجه الحقيقي للولايات المتحدة التي بدأت بوضع شروطها بدءا من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مرورا بعدم انضمام المملكة العربية السعودية لاتفاقية بريكس ، وتقليل حجم التجارة مع جمهورية الصين الشعبية خاصة العسكرية ووقف الاستثمارات الصينية على الأراضي السعودية وبالعكس ، اضافة إلى العديد من المطالب الأمريكية المستفزة .

القيادة السعودية إلتزمت الصمت الإعلامي واكتفت بما طالبت به خلال هذا اللقاء ، حيث كان الموقف السعودي المشرف بفصل المسارات عن بعضها البعض ، حيث الرفض الواضح لطلب التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مقابل توقيع هذه الاتفاقية ، وطالبت القيادة السعودية بوقف الاحتلال على قطاع غزة فورا وفتح مسار سياسي واضح يفضي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كأساس لفتح باب التطبيع بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي.

القيادة السعودية تدرك أن اليمين الحاكم في دولة الاحتلال سترفض هذا العرض مهما كان به من مغريات ، وبذلك قدمت عرضا ذكيا ردا على هذا الاستفزاز الأمريكي .

مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان ، كان واضحا وصريحا حيث أعلن أن دولته لن توقع أي اتفاق أمني مع المملكة العربية السعودية دون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ، وام تعلق المملكة على هذا التصريح ، و أكدت أن موقفها واضح ولا يحتاج لمجاراة إعلامية .

القيادة السعودية تدرك أن حكام البيت الأبيض يسعون لتحقيق اي إنجاز قبل الانتخابات الأمريكية التي تقترب و محاولة من الديموقراطيين كسب أصوات اليهود ودعم منظمة الايباك الصهيونية وتقديم الولاء الكامل ليهود أمريكا لضمان تصويتهم ودعمهم لهم في الانتخابات القادمة ، وأي اتفاق بهذا المستوى يحتاج للتمرير عبر الكونغرس الأمريكي و بالتأكيد سيرفض الكونغرس هذا الاتفاق دون التطبيع بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي ، ولذلك وضع الامريكان شروطهم التعجيزية في ظل صلابة الموقف السعودي أمام هذه الضغوط .

من المعلوم أن أكثر من أربعون بالمائة من الطاقة المستوردة للصين تمر عبر مضيق هرمز ، ونحو أربعين بالمائة تقريبا من البضائع الصينية المتجهة ألى أوروبا و أمريكيا الشمالية تمر من باب المندب نحو قناة السويس وهذه المعابر هي الشريان الأساسي للاقتصاد الصيني ، لذلك تسعى الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنين السيطرة المباشرة على هذه المعابر ، وبذلك الولايات المتحدة الأمريكية هي أيضا بحاجة لتوقيع اتفاقيات أمنية مع عدة دول في المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية لقوة نفوذها في المنطقة ولقوتها الاقتصادية أيضا .

القيادة السعودية تدرك كل ذلك ، و بالتالي كان الموقف واضح ، و أعتقد أن القيادة السعودية التي تتميز ببرغماتية عالية ستعلن انضمامها لمجموعة البريكس وغيرها من التحالفات الاقتصادية والسياسية المختلفة وهذا افضل رد على الاستفزاز الأمريكي خاصة في هذه المرحلة الحساسة والتي تسبق الانتخابات الأمريكية .

د. أيمن الرقب الابتزاز الأمريكي الصلف خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة