يُعد الإمساك من أكثر الشكاوى شيوعًا في العصر الحديث، خاصة بين كبار السن، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى التغيرات الجذرية التي طرأت على أنظمة الحياة ونُظمها الغذائية في العقود الأخيرة.

وأكدت الدكتورة منى عبد المعطي رسلان الأستاذة بقسم العقاقير بمعهد بحوث الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومي للبحوث، أنه في الماضي، كان الإنسان يمارس نشاطًا بدنيًا أكبر، ويتناول طعامًا غنيًا بالألياف من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، بينما نلاحظ اليوم انتشار نمط الحياة المستقر، مع اعتماد الكثيرين على الوجبات السريعة المُحملة بالدهون والسكريات، وقلة تناول الألياف.

وأضافت رسلان، أن الإمساك لا يقتصر على النظام الغذائي فقط، بل تلعب بعض الأدوية دورًا هامًا في تفاقم مشكلة الإمساك، فبعض أدوية علاج الأمراض المزمنة، مثل أدوية ضغط الدم المرتفع، وبعض المسكنات، وأدوية الاكتئاب والذهان، وبعض المضادات الحيوية، قد تُسبب الإمساك كأحد أعراضها الجانبية.

وأشارت إلى أن الإمساك المزمن يؤثر بشكل سلبي على نوعية حياة المرضى، مما يدفعهم إلى البحث عن حلول للتخفيف من معاناتهم، وغالبًا ما يلجأ المريض إلى استخدام المواد الدوائية أو الأعشاب الملينة، أو حتى تغيير نمط الغذاء، ولكن، من الضروري التأكيد على أهمية استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي خطوة علاجية، خاصةً لضمان التشخيص الصحيح لسبب الإمساك.

وأكدت الدكتورة منى رسلان أنه من المهم أن يُدرك المريض أن استخدام الملينات بشكل مفرط، سواء كانت أدوية أو أعشابًا، قد يُسبب مشاكل صحية أخرى مثل الانتفاخ والجفاف وتقلصات الجهاز الهضمي.

وأضافت أنه قد يكون استخدام الملينات ممنوعًا في بعض الفئات من المرضى مثل الأطفال والسيدات الحوامل ومرضى القولون التقرحي، لذلك، يجب على المريض أن يُدرك أن علاج الإمساك يبدأ بتشخيص السبب، وذلك من خلال استشارة الطبيب الذي سيُحدد العلاج المناسب لحالة المريض.

واختتمت بأنه يُمكن القول إن الإمساك في العصر الحديث يُعدّ مشكلة صحية مُتزايدة، وتُعزى أسبابها إلى التغيرات في أنظمة الحياة ونُظمها الغذائية، بالإضافة إلى بعض الأدوية، ولذلك، فإن الوقاية من الإمساك تبدأ باتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، وممارسة الرياضة بانتظام، مع استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض للإمساك لتحديد السبب وعلاجها بشكل سليم.