لاشك أن الإعلام المرئى والمكتوب والمسموع ومنصات السوشيال ميديا مشتعلة الآن بالرد على الهجمة الشرسة على رئيس الدولة والقوات المسلحة والتهوين من أى انجازات تحققت طوال الخمس سنوات الماضية ولكن المحزن فى الأمر أن إدارة مثل تلك الأزمة يقوم على نهج فردى من مجموعة من الكتاب والإعلاميين دون تخطيط مسبق أو هدف محدد كما يعلوه الصراخ والهتاف والتهديد والوعيد والتعرض لتاريخ المهاجمين وسقطاتهم وبيئتهم وأهلهم وبعضهم استخدم ألفاظا جارحة أو سبابا ولعانا وغيره.

اسمحوا ليّ أن أناقش وأطرح بعض الرؤى بهدوء فلا شك أن التشنج والصياح والصوت العال إنما جذب الانتباه أكثر لإفعال تلك الشرذمة وجعل الناس يتهافتون على الإطلاع على الشرائط المصورة والفيديوهات المفبركة بل واعتقد الكثيرون بصحة ما سمعوا وشاهدوا بل واشتهر النكرات الذين تطاولوا على الدولة بايدى كل من هاجمهم.

ولا تزال الحملة المضادة تتصاعد فيزداد إقبال الناس على مشاهدة القنوات المعادية كرد فعل لصراخنا وفشلنا الإعلامى فى علاج الأزمة وبنظرة هادئة للأمور فنحن لم نداوى الحجة بالحجة والبينة بالبينة والفيديو بالفيدو والصورة بالصورة والأرقام بالإرقام وهو ما أفقد الحملة المضادة مصداقيتها وبدأ الناس يتجهون بقوة لسماع الأبواق المعادية لمصر وهو إن دل على شييء فإنما يدل على أننا لم نتعلم كيفية إدارة الأزمات فالإنجازات التى تمت خلال السنوات الخمس الماضية لم تشهدها مصر عل مدار تاريخها الطويل بأكمله ولو أنه تم الاستعانة بشركات متخصصة فى إدارة الحملات الإعلامية لوضعت خطة محكمة للرد على الحملات الدعائية المعادية مع رسم سياسة وتوزيع أدوار وتحديد ما يتم الرد عليه وكيفية الرد وما يتم تجاهله وربما لا تتوفر فى الوطن العربى مثل تلك الشركات ولكن بالتأكيد موجودة فى أوروبا وأمريكا وهى التى تنظم حملات إعلامية لأحد المرشحين وأيضا الدفاع عنه فى حال هجوم منافسيه.

فالحروب الانتخابية تكون أقسى وأقذر مما يتم شنه على بلادنا وتتكون لجان متخصصة للرد على كافة وسائل الإعلام والسوشيال ميديا باحترافية عالية وما يثير الدهشة معرفة الجميع بأن الصورة المرئية أبلغ وأعمق وأكثر تأثيرا من المقالات والصراخ والعويل فعندما أقدم الرئيس على تنفيذ مشروعات قومية عملاقة على مستوى الطرق والكبارى والانفاق والمدن الجديدة والبنية التحتية لم أر مقارنات مصورة عن تطور تلك الخدمات بداية من عهد عبد الناصر وحتى قبل تولى الرئيس ثم بعد تولى الرئيس وأوقن أن الأرقام والصور لا تكذب ويسهل لعقل المواطن استيعابها وبسرعة لأن الواقع على الطبيعة وصور وأفلام ما تم انجازه لأفضل رد على المشككين.

 يجب أن لا ننحدر إطلاقا لمستوى الحاقدين الذين نجحوا فى جر كافة وسائل الإعلام لمستنقع الرذائل والسباب والصراخ والتشهير وهذا ما كان يجب أن يتنبه له المسئولين فإدارة الأزمات علم وفن وتخطيط وتخصص أما ما يحدث الآن فغوغائية تصب فى مصلحة أعداء الوطن.