خط أحمر
الأربعاء، 23 أبريل 2025 04:12 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

السيد طوبا يكتب.. عا+بيط

خط أحمر

كلمة عبيط هي لفظة مصرية قديمة فصحى مركبة من "عا+ بيط", فإذا عرفنا أن لفظة "عا" تعنى حمارًا في الهيروغليفية، وأن لفظة "بِيت" تعنى شخصية، فيكون معنى الكلمتين معًا حمار الشخصية أى أبله وغبى أوغير ناضج وإذا نظرنا فى أحوالنا سنجد العديد من مظاهر العبط والغباء ولعل من أبرزها أن الشعب المصرى يمتلك ما يزيد عن مائة مليون خط موبايل وأن بعض التقديرات لتكلفة المكالمات تزيد عن عشرة مليارات جنيه شهريا وبالتأكيد تستحوذ النساء على نصيب الأسد فى تلك التكلفة وأتحدى أن تجد بنتا أو سيدة تسير بمفردها ولا تتحدث فى الموبايل أو سيدة تقود السيارة ولا تضع الهاتف تحت الطرحة لتتحدث طوال رحلتها.

يبدو أن ذلك نوع من التسلية وتضييع الوقت وربما يشاركهم بعض الرجال فى تلك الهواية القاتلة ولكن بطريقة أخف وينافسهن فى ذلك سائقى التاكسى والميكروباص حتى عامل جمع القمامة أو سائق الكارو أو التوكتوك أو الخادمة والعجيب انتشار تلك الظاهرة بين الطبقات محدودة الدخل والفقيرة تصل إلى حد استدانتهم لشراء موبايل حديث أوشحن الكارت وامتلاك أكثر من خط وأكثر من موبايل ثم تجد أناسا يهدرون نصف مساحة شقتهم فى الاستقبال حتى يقال على بيتهم جميل وآخر يعمل فرحا لأربعمائة مدعو يستدين بسببه قرضا حتى يقال عنه ابن ناس وآخرين يستدينون لأداء عمرة أو حج  ولا أستطيع تحديدا إطلاق المسمى الصحيح على تلك التصرفات الخرقاء سوى العبط والهبل والغباء فلم يتم اختراع الموبايل لتلك الأحاديث والتسلية واضاعة الوقت والمال وفات أوان الشقق الفسيحة نظرا لارتفاع أسعار الأراضى ومواد البناء كما ولى زمان العزائم الكبرى والفشخرة.

ولنا عبرة فى كيفية استخدام الموبايل فى أوروبا وأمريكا وشرق آسيا فهو لإجراء المكالمات الضرورية فقط حيث يعمل الجميع بجد واجتهاد طوال فترة الصباح فلا يستعمل الهاتف إلا للضرورة القصوى كما تحظر الشركات هناك استخدام الموبايل أثناء ساعات العمل ألا للإدارات التى يستلزم عملها استخدام الهواتف كما تحظر المصانع اصطحاب العمال لهواتفهم داخل عنابر الإنتاج والتصنيع وتتميز منازلهم بالمساحات الضرورية دون زيادة ولا تجد من يتباهى بفرح أو خطبة يدعو لها سوى الأهل والمقربين فقط دون بذخ وتبذير أو استدانة للتفاخر فلديهم وعى بقيمة الوقت والنقود ولو أننا استنفذنا فى بلادنا ربع تلك الطاقة والمصروفات لتحسين الإنتاج والتفكير والاجتهاد لأصبحت بلادنا أعظم بلاد العالم وأكثرها تقدما.

السيد طوبا عابيط خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة