المهندس السيد طوبا يكتب.. اختلاط القيم


لا شك أن معظم الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعى قد شاهدوا حفلات الرقص والمجون فى الساحل الشمالى وأيضا تابعوا أخبار حفلات المطربين والفنانين المصريين والعرب وأيضا الأجانب الصاخبة طوال فترة الصيف والتى اجتذبت عشرات الآلاف من الشباب والكبار وبلغت أسعارها أرقاما فلكية وبداية لم يستوعب الكثيرون وأنا منهم حفلات الرقص والمجون التى انتشرت بصورة مقززة ومستفزة فى الساحل الشمالى وربما ظن البعض أنها منقولة من أحد الدول الأوروبية أو الأمريكية ولكن تبين أنها مصورة من حفلات حية لراقصات شرقيات وشاركهن للأسف بنات وسيدات مصريات وعرب ارتدين البكينى وتبارين فى إظهار وهز كافة المفاتن فى تحد للراقصات الشرقيات ولكن بفجور وخلاعة تفوقن فيها على الراقصات.
والمثير للغثيان هو تشجيع الآباء والأزواج والأبناء الملتهب لبناتهم وزوجاتهم وأمهاتهم دون حياء أو حمرة خجل وتعجبت مثل الكثيرين وتساءل الناس عن لون الدم الذى يجرى فى عروق هؤلاء من أنصاف الرجال والمخنثين وهل يمكن أن يصدق أى رجل شرقى ما يحدث أمامه من البنات والزوجات والأمهات دون أن تأخذه الحمية أو يشعر بالخزى أو الخجل مما وصل إليه العرى والوقاحة والابتذال وهل أصبح لحم حواء رخيصا لهذه الدرجة وهل يمكن أن يفخر الرجل الشرقى بتداول فيديوهات تلك الحفلات الماجنة على كافة وسائل التواصل الاجتماعى دون أن تعتريه ذرة ندم.
وأتساءل هل يوجد فى مصر فعلا أمثال هؤلاء الرجال الذين لم يكتفوا بالمشاهدة بل وشاركوا وشجعوا البنات والسيدات الرقص والمجون بشكل منفر ومقزز جلب عليهم سخط ولعنات الناس الذين تندروا على رجال وسيدات آخر الزمان والعجيب.
وكما ذكر أحد الزملاء الكتاب القانونيين أن المشرع قد عجز عن تجريم ما يحدث ولكنى والحق يقال فأنا غير مقتنع بأن ترزية القوانين لدينا قد اعيتهم الحيلة عن ردع هؤلاء النخاسون أما حفلات الفنانين المصريين والعرب والأجانب فلا تقل فجرا عن حفلات الرقص والمجون فكيف استطاع أولياء الأمور دفع نفقات التذاكر الباهظة وتحملوا بقاء الأبناء فى تلك الحفلات الصاخبة حتى طلوع الفجر وكيف استطاعوا تدبير قيمة السيارات الفارهة والغالية التى تسابق بها وخدشها وحطمها الأبناء فى تلك الحفلات الماجنة عموما فإن هؤلاء لايمثلون أكثر من واحد بالمائة من سكان مصر الشرفاء والذى أوقن بأنه ما زال هناك أسرا محترمة ونساءً عفيفات ورجالًا شرقيون تجرى فى دمائهم النخوة والغيرة على بناتهم وأخواتهم ويحرصون على إعلاء القيم والمبادئ والمثل العليا وأتمنى أن يضع المشرع ضوابطا لتلك التجاوزات الأخلاقية فى حق مجتمع شرقى يفخر أبناءه بانتمائهم لأديان سماوية تحث على الفضائل أما أشباه الرجال إياهم فكان الله فى عونهم وعون الشعب الصابر على تلك الفضائح.