الحسيني الكارم يكتب.. خلص الكلام


شاهدنا أمس تجمع شعبي يذكرنا بالوطنية الموحدة لشعب واحد ودم واحد وعقيدة واحدة التف حولها كل الجموع المشاركين.
نعم عقيدة واحدة لا لارهاب لا للتفكك المجتمعي والفكري إنها كانت معركة وعي ضد الشائعات والفتن بين طوائف المجتمع المصري، معركة ضد سياسة فرق تسد، بعد هذا المظهر الوطني لجموع المشاركين كانت رسالة واضحة للداخل والخارج، رسالة قال فيها الشعب كلمته وحسم موقفه.
إن الشعب المصري اليوم أصبح بقدر كبير من الوعي ضد حروب كانت تحاك لنا عن طريق كتائب إلكترونية وسوشيال ميديا، هذه الملحمة الوطنية ترسل رسالة لكل أعداء الوطن أننا شعب ليس له كتالوج، نعم شعب بطبعته وفطرته يثبت هذا المعنى.
الشعب المصري ليس له كتالوج، رجال ونساء، شباب وشابات، وأطفال شاركو في هذه الملحمة دون أي مقابل، راغبين في استقرار البلاد أمنيًا وسياسيًا قبل أي شيء.
نعم هناك احتياجات وإصلاحات، نعم لنا مطالب من تخفيف اعباء بما يتطابق مع الواقع ويجب أن يعيش الشعب حياة كريمة تخفف عنه فيها الأعباء ولكن على رأي المثل «أنا وأخويا وابن عمي وجاري على الغريب».
وأتذكر هنا أنني كنت في إحدى المولات فوجدت طفلة تتحدث مع أمها وتخبرها أنها وجدت تي شيرت جميل جدا ولو اشترته فإنها لا تستطيع شحن تلفونها المحمول أو شرء كارت شحن، ومن الواضح بعد انتهاء المكالمة أن البنت فضلت شراء كارت الشحن.
من هذه القصة نجد في خلال الأيام السابقة أننا وجهنا كمية أموال غير عادية تقدر برقم غير عادي من عشرات الملايين من الجنيهات أنفقت على الإنترنيت ووسائل التواصل واليوتيوب كل واحد يسأل نفسه تم استهلاك قد إيه، وشحن كام مرة باقة إنترنت أوالفاتورة المنتظرة في هذه الفترة، انسياقا وراء شائعات وأكاذيب مغرضة وهدامة، من المستفيد منها أين ذهبت ودخلت؟ فضلا عن سائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب من المالك والمستفيد؟ طبعا الإجابة معروفة، ونسأل أنفسنا هل شاركنا في تربح مواقع وقنوات معادية للدولة وارتفعت نسب مشاهدة هذه القنوات.
أحبتي في الله وفي الوطن، إن هذه الوسائل لا بد أن نستعملها لصالح العام لبلدنا ووطنا وليس للغير، وأتذكر حديث للإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي عندما كان يتحدث عن التلفزيون وكانت الجماعة الإرهابية في هذا الوقت تجرمه وتحرمه، حيث قال السكين يستخدم في القتل وهو موجد في المنزل مثل التلفزيون إذًا فهو حرام، فكان يركز رحمة الله عليه على أن كل شيء له ضرر ومنفعه.
أنا كشخص طببعي واعي ومدرك كيف استغل الشيء في المنفعة واتجنب استخدامه في الضرر، أرجع وأقول إنها معركة وعي.