في السادس عشر من سبتمبر من العام 2022 أعلن انضمام كل من جمهورية مصر العربية و الإمارات العربية المتحدة و دول الكويت وقطر والبحرين لمنظمة شنغهاي للتعاون بصفة شريك للحوار كمقدمة لانضمام هذه الدول ودول عربية أخرى لهذا التحالف الاقتصادي الدولي الذي سيؤسس لشركات اقتصادية عربية دولية .

انضمام هذه الدول الخمس بمثابة انفتاح عربي على تحالفات دولية كما حدث مع تحالف البريكس سابقا ، ويشجع دول عربية أخرى للانضمام لهذه التحالفات التي تخرج الدول العربية من فلك الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاديات العربية النامية ، وترسخ قاعدة الشراكة العربية والدولية لمواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية الراهنة .

فمنظمة شنغهاي هي منظمة حكومية دولية تأسيت عام 2001 م وتضم في عضويتها كل من روسيا والصين و الهند واوزبكستان وباكستان ، و طاجيكستان وقيرغيزستان و كازاخستان ، إضافة لأربعة دول بصفة مراقب هي أفغانستان ، و بيلاروسيا ، وايران ومنغوليا ، كما تضم بجانب الدول العربية كشريك في الحوار تركيا ، واذربيجان .

وتهدف هذه المنظمة للتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية ، وتوفير السلام والأمن والاستقرار في العالم .
تنوع اهداف هذه المنظمة يعطي قوة للدول العربية التي تعاني من سيطرة القطبية الواحدة التي أضعفت الدولة الوطنية العربية ، وهذه فرصة لاحداث توازن سياسي و اقتصادي في العالم .

آن الأوان ليصبح العرب ذو تأثير في مجريات العالم خاصة أن الحرب الاسرائيلية على غزة أظهرت عجز مؤسسات المجتمع الدولي في الاصطفاف بجانب الحقوق الإنسانية للشعب العربي الفلسطيني وتنذر بتوسع دائرة الحرب والعنف وعدم الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة .

هذا الواقع المعاش اليوم في منطقتنا يدعو جميع الدول العربية للتفكير بشكل جدي بتطوير تحالفاتنا في العالم ، وإذا كنت أشير لمنظمة شنغهاي لأنها منظمة قائمة ومعظم اعضائها اصدقاء لمنطقتنا العربية والانضمام لهذه المنظمة سيقويها مما يلقي بظلاله الإيجابية على استقرار منطقتنا العربية .

بإنضمام الدول العربية وتوسع هذه المنظمة فستتحول من منظمة اوروآسيوية إلى منظمة دولية ، وهذا بالتأكيد له تبعات كثيرة مفيدة للمنطقة العربية ، و في حسابات المربح والخسارة فإنشاء هذه التحالفات التي تتجاوز الجغرافيا تؤسس لبناء كيانات داعمة لحقوق الأعضاء ، خاصة على صعيد التعاون الاقتصادي والدعم السياسي.

إن من المهم أن تتطور العضوية العربية وتتسع في هذه المنظمة ، واقلها إنشاء سوق حرة بين الاعضاء و توسيع دائرة الاستثمار والتبادل التجاري ، كذلك رفع مستوى التعاون الأمني وتنسيق المواقف السياسية في ملفات عديدة .

وبكل الأحوال المنطقة العربية لن تكون خاسرة من الانضمام لهذه التحالفات الصديقة .