خط أحمر
الأربعاء، 23 أبريل 2025 05:59 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب.. ألبوم الذكريات

خط أحمر

وقع فى يدى بالصدفة ألبوم صور لعائلتى وبه صور قديمة ونادرة منذ جدي لوالدي ووالدتي مع مجموعة صور هائلة للأخوال والأعمام الذين توفوا إلى رحمة الله منها صور فى البيت الكبير وأخرى فى مناسبات عديدة وبعضها أيام المصيف بالإسكندرية وطبعا صور ليّ وأخوتى وأبناء الأعمام والأخوال ترصد تطور هيئتنا منذ كنا أطفالا وحتى الآن ولأن تلك الصور نادرة فقد قررت أن أعمل لها مسح ضوئى وأقوم بتخزينها على الكومبيوتر ثم بدأت أتداولها مع أخوتى وأقاربى.

وهنا ظهرت الخبايا المدفونة فقد قرر كل منهم البحث فى متعلقاته لإظهار الصور القديمة التى توزعت بين الإخوة والأقارب وقررنا جميعا عمل مكتبة إلكترونية بكافة الصور القديمة وأيضا إضافة الصور الحديثة اليها ليصبح البوم الذكريات للعائلة وأصبحت أتعجب من تطور هيئتنا وأشكالنا وأطوالنا طوال حقبة زمنية تقدر بالعقود وأترحم على موتانا وأتذكر مواقف مضحكة وطرائف مرت علينا وقت الطفولة والصبا والشباب وبالرغم من سذاجتها إلا أنها كانت جميلة والحياة بسيطة بدون تعقيدات أو إنترنت.

ولكن ظهرت ليّ حقيقة هامة كيف كانت الأسر متكاتفة ومجتمعة ونعرف بعضنا جميعا ونتفاعل مع الأحداث والمواقف بكل الحب والمودة كما كنا نفعل وقت الأحزان وفقدان أحد أفراد العائلة ولمست ذلك عندما قررت إرسال تلك الصور لأبنائى المغتربين فى بلاد العالم فكم كانت دهشتهما من تجمع هذا العدد الهائل من الأجداد مع الأبناء والأحفاد فى وقت واحد طوال المناسبات وفترة الصيف وتنبع دهشتهما من كوننا نجد صعوبة كوالدين فى الاجتماع معهما فى وقت واحد مرة على مدار العام وربما كان هذا شأن الكثير منا والذين سافر أبناءهم للخارج أو يعملون فى مدن أخرى فى الداخل بخلاف القاهرة حيث تعقدت أمور الحياة وتشتتت الأسر وتباعد أعضاؤها وأصبح الأولاد لا يعرفون بقية أفراد العائلة الواحدة من أبناء العم أو الخال أو أقارب والديهم وأصبحت الرسائل النصية هى لغة التعارف واستحوذت وسائل التواصل الاجتماعى على أوقاتهم وأوقاتنا.

كم أصبح من المؤسف أن تجد أسرة كاملة تجلس على أحد الكافيهات لا يتبادلون الحديث أبدا إنما يمسك كل منهم بهاتفه يتبادل الرسائل مع أصدقائه بما فيهم الأب والأم وذكرنى ذلك بدعابة سوداء فقد تشاجرت زوجة مع زوجها وقررت جمع ملابسها ومغادرة المنزل إلى بيت أهلها ولكن عند وصولها لباب الشقة قررت تغيير رأيها والبقاء لأنها تذكرت أن بيت أهلها ليس به انترنت..وآخر كتب على صفحته أنه وبعد انقطاع مفاجئ لخدمة الإنترنت أن خرج من غرفته وتعرف على أهله ووجدهم أناس طيبين ..ولا أدرى إلى أين نحن ذاهبون ولا أستطيع أن أتخيل كيف سيكون حال الأسر بعد عشر سنوات من الآن وبعد انتشار الجيل الخامس للإنترنت ولا أريد أن أعرف.

المهندس السيد طوبا ألبوم الذكريات خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة