كشفت بعض الأحداث التي واكبت دعوة أحد الهاربين لضرورة التظاهر ضد النظام، بعض المحددات، ينبغي أن  يكون الأفراد واعين بها.

أولا.

ميل العديد من الأفراد المعروف عنهم بميلهم الإيجابي للنظام وتأيدهم المباشر له، بتشيير بعض الفيديوهات التي تتضمن جمهرة بعض الأفراد ضد النظام، بغض النظر عن مدى صحتها أو فبركتها في عالم يموج بتطور هائل في أسلوب صناعتها وتأليفها، ولا يعلم هولاء الأفراد أنهم بهذا السلوك، إنما ينشرون الفكر المضاد دون أن يعلمونا الخطوة المترتبة على ذلك، فعندما يقوم فرد أو جماعة أو فصيل معروف مسبقا بهويته الواضحة تصريحا وتلميحا، بعملية التشيير، فالأمر يبدو في هذه الحالة أمرا متوقعا، إطلاقا من تطابق النوايا مع السلوك، لكن المثير للغرابة والدهشة أن يقوم بهذا التشيير أناس تتسم اتجاهاتهم نحو النظام بالتأكيد والمساندة، وعندما تخبرهم بخطورة ذلك الأمر، يقولون و البراءة تنطق من عيونهم إنهم اعتادوا تشيير أي فيديوهات فيما بينهم.

بغض النظر عن فحواها و معناها والغرض منها،  لذا وجب التنبيه إلى أن ليس كل ما يتم عرضه على السوشيال ميديا يتسم بالمصداقية والأمانة، و ضرورة تحري الهدف قبل القيام بهذا السلوك.

ثانيا...

دعوة البعض إلى ضرورة أحداث تعديل وتغيير شامل في النظام، دون أدنى مراعاة للمستدعيات التي تكتنف مثل هذه الدعوة، من دمار للمؤسسات وإنهيار كامل في الطبيعة النوعية للمؤسسات، وحدوث شلل تام في مجريات الحياة المجتمعية، هناك فارق كبير في علوم السياسة وأدبياتها ،بين تعديل نظام، وبين استهداف دمار وتشتيت وخراب دولة..

ثالثا...

كشفت الأحداث القليلة خلال اليومين السابقين، وجود بعض الأفراد المتلونون، حيث كانت اتجاهاتهم قبل الأحداث تتسم بالصمت وعدم الفعاليه، وبعد الأحداث بدأوا يظهرون و جههم الطبيعي، من حيث كم وكيف من العداء للنظام يخرج عن كافة محددات التوقع، وهذا الأمر يعد فرصة سانحة وتلقائية لمعرفتهم بوضوح، ومن ثم وضوح طبيعة التفاعلات معهم..

مجرد خاطرة