خط أحمر
الأربعاء، 23 أبريل 2025 05:33 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب.. عبقريات

خط أحمر

دائمًا ما تزخر حياتنا بمواقف وأناس يتوسمون فى أنفسهم العبقرية ويأتون بحلول لم ولن تخطر على بال إنسان من فرط ندرتها ففى إحدى القرى النائية تكونت حفرة فى الشارع الرئيس المار بالقرية وتعددت الحوادث لأغلب السيارات المارة بالطريق وهنا وجه المحافظ عمدة القرية لضرورة حل المشكلة فاجتمع العمدة بأكابر القرية لايجاد حل لمشكلة الحفرة فأقترح أحدهم شراء سيارة إسعاف ووضعها بجوار الحفرة لنقل المصابين إلى أقرب مستشفى وزاد آخر بأن سيارة إسعاف واحدة ربما لا تكفى وعليه اقترح شراء سيارتين ثم تقدم رجل حكيم بإقتراح بناء مستشفى بجوار الحفرة لعلاج المصابين عوضا عن شراء سيارتى إسعاف وهنا تدخل العمدة مبديا تأييده لفكرة بناء مستشفى لكن نظرا لعدم وجود أرض كافية بجوار الحفرة فاقترح بناء المستشفى أول الطريق وردم الحرفة الحالية وحفر أخرى بجوار موقع المستشفى الجديد.

وربما يعتقد البعض أنها نكتة أو دعابة ساخرة ولكن فى حقيقة الأمر ستجد أنه نادرا ما نضع أيدينا على المشكلة ومن ثم اقتراح أبسط الحلول بل نعمد إلى تعقيد الأمور والتفنن فى إيجاد حلول معقدة وطويلة إما عن جهل أو بتعمد إطالة أمد المشكلة بغرض الاسترزاق وتحقيق منافع شخصية قد تصل إلى بناء مستشفى عوضا عن ردم الحفرة.

وفى قرية أخرى أرادت بقرة شرب الماء من الزير فانحشر رأسها وحاول أهل القرية إخراج رأسها ولكن فشلوا فاستعانوا بالعمدة الذى فكر طويلا ثم طلب سكينا فقطع رأس البقرة هنا هلل الناس للعبقرية ولكن اعترض أحدهم أن رأس البقرة ما زالت داخل الزير هنا أمر العمدة بكسر الزير وإخراج رأس البقرة فزاد التهليل والتكبير لكن العمدة جلس حزينا مهموما فسأله أصحابه فداك البقرة والزير فأجابهم بأن ذلك ليس ما أحزنه ولكن أحزنه أن أحدا فى القرية لم يرتقى لمستوى تفكيره ويخشى عليهم من بعده..

وفى بعض الأزمات التى واجهتنا ستجد أن المسئولين لجأوا فعلا لقطع رأس البقرة أولا فى حين أن كسر الزير كان أسرع وأجدى وأبقى على البقرة والعجيب أن يتشدق أحدهم بأنه وجد حلا عبقريا نادرا ما يجود الزمان بمثله على أمل بقائه فى منصبه أطول فترة ممكنة

ودائما ما تحضرنى تلك القصص والكوميديا السوداء وأنا أقرأ وأشاهد تناول المسئولين للمشاكل التى تمر بها البلاد ومن البديهيات أن يتم تحديد المشكلة أولا ومن ثم معرفة آثارها على المجتمع ثم اقتراح عدة حلول وعمل مقارنة بين مزايا ومساوئ كل حل وضرورة التشاور مع المتضررين ومعرفة رؤياهم واقتراحاتهم قبل التطبيق لأنها غالبا ما تكون من واقع معايشة للمشكلة وأبعادها ثم طرح المشكلة والحلول على أهل الخبرة للوصول إلى أفضل الحلول مع متابعة تطبيقها.

ولا شك أننا سمعنا بأن عبقريا ما قبع فى مكتبه ثم خرج علينا بحل لمشكلة صناعة ما تدهورت طوال عدة عقود ولكن لأنه من أولياء الله الصالحين فقد جاءه الوحى بالحلول المثلى للنهوض بتلك الصناعة فلا استشار سيادته العمال ولا النقابات ولا أهل الخبرة إنما الهمه المولى الحل الامثل وعند التطبيق تجد ضحايا كثيرة وآثار جانبية مدمرة فتقوم الحكومة بعدها بترميم ما أفسده عبقرى زمانه دون النهوض المنشود بتلك الصناعة والأمثلة كثيرة ولكنه نهج معظم المسئولين أصحاب حلول المكاتب المكيفة دون النزول إلى أرض الواقع بل هى العبقريات.

المهندس السيد طوبا عبقريات خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة