طارق السعدني يكتب: قضية وطن أوقدت همم الشعب الفلسطيني


حين يحاول الاحتلال الصهيونى الغاشم انتزاع حق الشعب الفلسطيني الطبيعي منه بالقوة، هنا يمنحه القانون الدولي -كما تمنحه الطبيعة الإنسانية- الحق في الدفاع عن أرضه وحريته. هذا بالضبط ما يحدث الأن مع أشقائتا الفلسطينيين حينما احتل الإسرائيليون أرضه، وسلبوا حريته. فكان لابد من الدفاع عن حقوقه، ومقاومة الاحتلال بقوة الحق وسلاح المقاومة.
فكان النضال الفلسطيني المستمر.لأنه لا يمكن فصل السلام عن الحرية، و لا يمكن لفلسطيني شريف أن يكون مسالما ما لم يكن حرا. فما من شعب وقع تحت الاحتلال و قاوم الاحتلال إلا ونال حريته. إن مقاومة الاحتلال الغاشم المغتصب الكاذب والمفلس أخلاقيا شرف تعتز به الشعوب، وتتباهى به الأمم؛ وأن كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم عنا ودُفنوا في باطن الأرض، فإن الأسرى قد غُيبوا بداخل السجون، ونالوا أشد العذاب والحرمان من غاصب أرضهم، وسالب حريتهم.
لذلك إن من حق الشعب الفلسطيني أن يتمتع بالحرية. هذا حقه، يولد معه، ويرافقه حتى وفاته، خاصة ونحن أمام دولة احتلال تنتهك القانون الدولي أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، وتشرع انتهاكاتها بقوانين عنصرية، وتتصرف على أنها فوق القانون وخارج نطاق الملاحقة أو المحاسبة، وسعت إلى ترسيخ ثقافة "الإفلات من العقاب" مما يدفعهم إلى التمادي في سلوكهم الشاذ والعنصري.
لقد أيقن الشعب الفلسطيني منذ بدايات الاحتلال الإسرائيلي على مدار ثمانية وستين عاماً متواصلة قدم خلال هذه الأعوام أرقاما خيالية من الشهداء والأسرى . إن مقاومة الاحتلال شرف تعتز به الشعوب وتتباهى به الأمم؛ فما من شعب كريم وقع تحت الاحتلال و قاوم الاحتلال إلا ونال حريته.
إن من حق الإنسان في كل مكانٍ، وفي أي زمانٍ، وأياً كانت جنسيته وجنسه، ومذهبه وعرقه، ولغته ولونه، أن يتمتع بالحرية. هذا حقه، يولد معه، ويرافقه حتى وفاته، وحين يحاول الاحتلال انتزاع حقه الطبيعي هذا منه بالقوة، يمنحه القانون الدولي -كما تمنحه الطبيعة الإنسانية- الحق في الدفاع عن أرضه وحريته.
هذا بالضبط ما حصل مع الشعب الفلسطيني حينما احتل الإسرائيليون أرضه، وسلبوا حريته. فكان لابد من الدفاع عن حقوقه، ومقاومة الاحتلال بقوة الحق وسلاح المقاومة. فكان النضال الفلسطيني المستمر.
لقد فتح الاحتلال الإسرائيلي سجونه ومعتقلاته، منذ بداية احتلاله لفلسطين، وزج في غياهبها، ما يقارب من مليون فلسطيني، من كافة فئات وشرائح الشعب الفلسطيني، ذكورا وإناثا، أطفالا ورجالا، صغارا وشيوخا.
واليوم فتح العدوان الصهيونى نيرانه على العزل من الأخوة الفلسطنيين لذلك فإننا نتطلع إلى جهد، سياسي وحقوقي وقانوني وإنساني، ضاغط ومؤثر، يدفع المحكمة الجنائية الدولية البدء بفتح تحقيق في الجرائم التي اقترفت بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي كثيرة وكذلك الأطفال الأبرياء من الفلسطينيينالذين لقوا حتفهم تحت غارات الهجوم الأسرائيلى الذى استخدم كل ما هو مباح وغير مباح فى الاعتداء على الشعب الفلسطينى .
وفي الختام لابد من التأكيد على الرغم من ضخامة أرقام الاعتقالات وبشاعة ما يصاحبها ويتبعها، فإنها لم ولن توقف مسيرة شعب مؤمن بقضيته ومستمر في مقاومته حتى استرداد أرضه ونيل حريته. فالاعتقالاتونذايد عدد الشهداء لن تقود إلى أي نوع من السلام. إذ لا يمكن فصل السلام عن الحرية، لأنه لا يمكن لفلسطيني شريف أن يكون مسالما ما لم يكن حرا.