«رجل الأمن هو الأساس».. كيف رفعت وزارة الداخلية كفاءة عناصرها البشرية خلال 10 سنوات؟


أولت وزارة الداخلية، أهمية كبرى خلال الـ10 سنوات الماضية، لرفع كفاءة الكوادر البشرية الشرطية، بدافع من اهتمام الدولة المصرية بتحقيق الأمن وترسيخ ركائز العدالة.
وتعتمد كفاءة تلك المنظومة بشكل أساسي على تنمية القدرات والمهارات للعنصر البشري لديها، حتى يتسنى له تنفيذ الرؤى وتطبيق الحكومة، وتحسين منظومة الأمن، وتطبيق الاستراتيجيات التي تُعد العنصر البشري على مبادئ العدالة تحت مظلة تعزيز حقوق الإنسان؛ التي تُعتبر الركيزة الأولى التي تنطلق منها التنمية.
ولعبت المؤسسات الفرعية التابعة لوزارة الداخلية ولاسيما أكاديمية الشرطة دورًا مهمًا في تنمية الموارد البشرية وصقل مهاراتها؛ حيث أولت الشرطة اهتمامًا كبيرًا بترسيخ مبادئ حقوق الإنسان لدى ضباط الشرطة؛ لتمكينهم من حماية حقوق الإنسان، وصون حرياته الأساسية في مختلف مراحل وإجراءات العمل الأمني، خاصة تلك التي تخص تعامل المواطن مع أجهزة الشرطة لتحسين العالقة بين الشرطة والجمهور، ودعم جهود المشاركة الشعبية في مكافحة الجريمة والوقاية منها.
وتقوم الأكاديمية بتنظيم العديد من الدورات التدريبية المتخصصة والمتعمقة في مجال حقوق الإنسان لضباط المنطقة المركزية العاملين في مجالات السجون، ومراكز وأقسام الشرطة والبحث الجنائي، وذلك على مستوى مختلف المحافظات.
وتنظم الوزارة عدد من الدورات المماثلة للضباط العاملين في الجهات الشرطية المتخصصة للاستفادة من أكبر عدد ممكن من الضباط على مستوى الوزارة، وخاصة الذين تستلزم طبيعة عملهم التعامل مع الجمهور من أجل تعميق مفاهيم وقيم ومبادئ حقوق الإنسان لديهم وتبسيط إجراءات الواجب اتباعها للتيسير على المواطنين، وسرعة إنجاز الخدمات الخاصة بهم في سهولة ويسر.
هذا إلى جانب عقد لقاءات ثقافية ومسابقات بحثية عامة في مجال حقوق الإنسان على مستوى جميع أجهزة الشرطة.
وقد حرصت أكاديمية الشرطة على نشر كتب تعريفية لمخاطبة جميع جهات وزارة الداخلية، وأفراد هيئة الشرطة لالتزام بمبادئ حقوق الإنسان ورعاية المقبوض عليهم، فضلاً عن مخاطبة الجماهير للتعريف بحقوقهم ودور الأجهزة الأمنية في صونها.
وتحرص الأكاديمية في ذات الصدد على دعم عمليات التعاون مع الجهات المعنية بحقوق الإنسان، حيث تتم دعوة ممثلي النيابة العامة، ووزارة العدل، ووزارة الخارجية للمشاركة في إعداد البحوث والدراسات والمؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية التي تنظمها الأكاديمية حول ما يتعلق بحقوق الإنسان.
كذلك اهتمت أكاديمية الشرطة في إطار المأموريات الخارجية بإيفاد عدد من ضباط أكاديمية الشرطة في بعثات دراسية وتدريبية للوقوف على أحدث الرؤى حول تفعيل حماية حقوق الإنسان.
ويهتم مركز "بحوث الشرطة" التابع لأكاديمية الشرطة بالأنشطة العلمية المتعلقة بموضوعات العدالة الجنائية بأبعادها ومجالاتها المتعددة، وبحقوق الإنسان من خلال تقديم الدراسات والبحوث وأوراق العمل. فضلاً عن المشاركة في الندوات التي تعقد بالمراكز الدراسية والعلمية الداخلية أو الخارجية ذات الصلة بحقوق الإنسان. كذلك يطلق المركز آليات لتحسين معاملة الجمهور بمشاركة أجهزة الوزارة المعنية لتنمية الوعي الأمني لدى رجال الشرطة. هذا إلى جانب حرص المركز على تنظيم ندوات عن وزارة الداخلية في مجال حماية حقوق الإنسان وصون حرياته الأساسية.
ويصدر مركز البحوث سنويًا كتيب "دليل الخدمات الشرطية" الذي يتضمن الخدمات التي تقدمها الشرطة للمواطنين. ويصدر كذلك نشرات علمية عن حقوق الإنسان بما يضمن تعزيز الحماية المقررة لحقوق الإنسان في مختلف مجالات ومراحل العمل الأمني. وتقوم كلية الشرطة بدور بارز وفعال في عملية تأهيل الضباط وتطوير قدراتهم، لا سيما بشأن احترام مبادئ حقوق الإنسان.
بينما تقوم الكلية بتدريس مادة "حقوق الإنسان" كمادة أساسية لطلاب الكلية، بالإضافة إلى تضمين العديد من المؤلفات الشرطية لموضوعات حقوق الإنسان. كذلك تحرص الكلية على تنظيم محاضرات ثقافية لطلاب السنة الرابعة تتناول المشكلات العملية في مجال حقوق الإنسان وترسيخ حرياته الأساسية. وتقوم بإجراء مسابقات بحثية بين الطلاب في مجال "حقوق الإنسان" للتعرف على مدلولات ومفاهيم حقوق الإنسان والمحافظة عليها، والإلمام الكامل بتوخي معايير الشرعية أثناء ممارسة العمل الشرطي عقب التخرج. فضلاً عن أنها تتيح الفرصة للدارسين والطلاب لمعرفة كل ما يتصل بهذا المجال.
وتشتمل مكتبة كلية الشرطة على العديد من المؤلفات العملية والدراسات المتطورة ذات الصلة بحقوق الإنسان. وتقوم كلية الدراسات العليا بتدريس مادة الحريات العامة للضباط الدارسين بها، فضلا عن تضمين العديد من المواد في بعض الموضوعات التي تعالج حقوق الإنسان. وإلى جانب اهتمامها بتعزيز ونشر ثقافة حقوق الإنسان لدى العاملين في قطاع الشرطة، تحرص أكاديمية الشرطة على تعزيز الأمن وتدريب الضباط على أحدث آليات حفظ الأمن في سياق من التعاون الدولي، ولذلك تم افتتاح المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام في يناير 2021.
يتمثل دور المركز في إعداد وتدريب الكوادر، وتزويد القوات بالخبرات والقدرات التي تتوافق مع متطلبات عمليات حفظ السلام الحالية والمستقبلية. ويقوم المركز بتنظيم الفعاليات المختلفة، مثل الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات وورش العمل، بالتنسيق مع الجهات الوطنية والدول الصديقة والمنظمات الدولية، من أجل نقل وتبادل الخبرات مع الكيانات المناظرة دوليًا وإقليميًا. في مجالات ذات الصلة للمعاهد التدريبية الشرطية الوطنية. وفي ذات السياق، تم عقد العديد من الدورات التدريبية وورش العمل لكوادر الشرطة ولغيرهم من العاملين بقطاعات الدولة، فضلا عن الكوادر الأمنية والشرطية في الدول العربية والأجنبية وطلاب الجامعات. ووصل إجمالي عدد هذه الدورات التدريبية وورش العمل في عام 2022 إلى نحو 601 ورشة عمل ودورة تدريبية.