جمعة قابيل يكتب.. لاتقتلوا رمضان


نعم هناك شيئا ما خطأ.. بل للأمانة هناك أكثر من شيء خطأ.. والخطأ مشترك لا يتحمله طرف واحد دون الآخر.. فالجميع مشارك بالفعل ومشترك برد الفعل فيما يحدث من ولهذا الشاب الأسمر والنحيل.
أقصد بالطبع الممثل والمغنى محمد رمضان.. الظاهرة التى يجب دراستها جيدا والاستفادة منها بدلا من إنكارها والتعالى عليها.
رمضان شاب مصرى بسيط نشأ في حياة صعبة وأسرة فقيرة.. عانى كثيرا وطويلا وهو يحاول تحقيق حلمه.. وتعرض لمواقف محرجة ومأساوية عديدة سواء فى محيط أسرته أو بين نجوم وزملاء مهنته التى عاش يحلم منذ طفولته بإثبات موهبته والنجاح فيها.
وظهر أثر ذلك بعدما نجح وأصبح نجم شباك مطلوب من كل المنتجين.. واتضح من تصرفاته وانتقامه الغير مباشر ممن ظلموه سابقا.. فذهب لـ يقتني أفخم السيارات ويتباهى بأمواله كنوع من أنواع الرد والتمرد على فقر حاله وهو صغير، وراح يثير الضجة حول كل أعماله ردا على نجوم ومخرجين ومنتجين بالغوا فى إهانته يوما ما وكانوا من وجهة نظره قاسون في التعامل معه.
ولذلك وجدنا رمضان المقتنع تماما أنه خليفة أحمد ذكى وبعدما نجح فى تحقيق أعلى إيرادات السينما متفوقا على جميع نجوم زمنه وزمن من سبقوه راح يغنى أنا نمبر وان.
وبعدما اعتلى مسرح الهرم وعرض مسرحيته ووقف مكان عادل إمام على خشبة مسرح الزعيم راح يغنى أنا مافيا، ولم يتوقف رمضان بل راح يبحث عن تميز جديد.
وعندما علم أن حفلات عمرو دياب وتامر حسني تجد إقبالا كبيرا من الشباب، أعلن التحدى وقرر المشاركة فى لعبة الغناء واثقا من نجاحه رغم أنه يعلم جيدا أنه لم ولن يصبح يوما مطربا جيدا تحت أي ظرف.
وكانت المفاجأة .. حققت حفلاته بالقاهرة أعلى نسبة حضور جماهيري معظمهم من الشباب.. وحتى عندما سافر أمريكا للغناء للجاليات العربية هناك حقق أعلى الإيرادات لفنان عربي.
ولذلك لم يكن مستغربا ما فعله بحفلته الأخيرة بالساحل الشمالي من سجود على المسرح مقلدا كاظم الساهر ثم وصلات الرقص والعري والاستعراض مقلدا جينيفر لوبيز التى كانت متواجدة بالعالمين قبله بأيام.
وكما توقع رمضان نجح حفله نجاحا مبهرا.. جماهيريا وماديا.. بشكل جعل منه مادة إعلامية مهمة للسوشيال ميديا ومعظم وسائل الإعلام العربية والعالمية.
وبكل حياد أقول.. إن من حق رمضان كفنان أن يرى نفسه أحمد زكى السينما وعادل إمام المسرح وعمرو دياب الغناء طالما أن هناك غقبالا زاحفا عليه من الشباب.
ومن حقه أيضا أن يحلم بالنجومية العالمية فى كل هذه المجالات.. وأراه يستحقها فى فن التمثيل لو أجاد الإنجليزية ودرس وواكب أحدث مدارس الأداء فى السينما الأمريكية.
أقول هذا من حقه تماما ولا يجوز نهائيا إنكار ذلك.. ولكن من حقنا أيضا أن نستفيد منه ونستثمر حب الناس له وإقبالهم عليه.. فنجعل منه قدوة للشباب فى حب الوطن والانتماء لبلدنا والتحلى بالشهامة والأخلاق الحميدة من خلال حسن توظيفه فى أعمال فنية جيدة تحمل قيم مجتمعية وأخلاقية نحن فى أمس الحاجة لها بدلا من تركه لتجار الفن الهابط ليتلاعبوا به وبنا ويتربحوا على حساب ثوابتنا.
نحتاج فعلا إلى من يمد يد العون لهذا الشاب الصغير سنا وفكرا وتجربة ويساعده فى إكمال مسيرته الفنية بما يفيده ويفيد شباب وطنه.
كفانا إفشالا لكل من يحاول النجاح فما أحوجنا لأي وكل ناجح.. فلا يوجد بلدنا أو مجتمعا ناجحا وهو يحارب الناجحين، فهل نفعلها كنخبة ونستثمر رمضان ونوجهه للصواب كما فعل أحمد شوقى مع عبدالوهاب وصلاح جاهين مع العندليب والسندريلا أم نقتله بسلاح الرفض والتجاهل والتعالى ؟!!