خط أحمر
الأربعاء، 23 أبريل 2025 09:25 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب.. ”بركة البيت”

خط أحمر

من أهم ما يجلب البركة للمنزل وجود كبار السن سواء الوالدين أو الأقارب وسر ذلك يرجع إلى كونهم أحوج من الأطفال إلى الرعاية والسهر والعناية والبسمة والكلمة الطيبة فقد تقدم بهم العمر ففقدوا أصدقاءهم وصحتهم وشهيتهم ومناصبهم فتشعر بالحزن فى نبراتهم لا ينامون بعمق ولا يأكلون بشهية وعندهم إحساس عالي بمن حولهم ويرجع الأطباء ذلك إلى ضمور معظم الحواس وضعف المفاصل مما يضعف حركتهم فيميلون للعزلة والاكتئاب حال شعورهم أنهم عالة على الابن و زوجته أو البنت وزوجها وأحفادهم.

وكثير منا يهمل العناية بوالدية إذا طعنا فى السن وكثرت شكواهم وطلباتهم أو تكرر سؤالهم وأذكر أن شاهدت فيلما قصيرا عن شاب يجالس والده الطاعن فى السن فى حديقة منزلهم وقام الأب بسؤال ابنه سؤالا فأجاب الابن وهو غير مكترث ثم أعاد الأب نفس السؤال فأنزعج الابن وقال بنبرة حادة إنه سبق وأن أجابت على نفس السؤال وفى المرة الثالثة انفجر الابن غضبا من تكرار والده لنفس السؤال هنا قام الأب بصعوبة وأحضر دفتر مذكراته وقرأ على ابنه أنه عندما بلغ الخامسة من عمره سأله سؤالا فأجاب الأب بحماس وعندما كرر الابن نفس السؤال أجابه الأب بكل الحب والمودة حتى أنه سأل نفس السؤال خمس مرات وفى كل مرة يبتهج الأب ويحتضن طفله الصغير ويجيب دون ضجر أو ملل وهنا شعر الابن بخطئه الشديد تجاه والده الطاعن فى السن واعتذر وقبل يداه.

وروت أم أنها فوجئت بولدها يجمع ملابسها لأنه حجز لها فى دار للمسنين وحكت ما قالته لابنها بدموع ساخنة فقد عاشت فى هذا البيت خمسين عاما وأنها تشم رائحة زوجها الراحل فى كل ركن وتتذكر ضحكاته ونوادره وألحت على ابنها ألا يتخلص منها وقد أزف الرحيل وأبدت كامل استعدادها للتخلى عن طعامها وشرابها وأدويتها بل ترك السرير الضيق الذى تنام عليه كي يتركها تكمل ما تبقى من عمرها فى البيت الذى عاشت فيه كل حياتها والكلام يثير الكثير من الشجن والحزن على جحود الأبناء ونفاذ صبرهم تجاه من ربوهم وأطعموهم وصرفوا عليه كل مالديهم حتى يتخرج من الجامعة وساعدوه بما تبقى لديهم ليتزوج ثم فى النهاية وعوضا عن برهم ورد الجميل يتأفف منهم فى كبرهم ويفضل زوجته وأبناءه عليهم ثم يبخل عليهم بالكلمة الطيبة والسؤال والرعاية متجاهلا تعليمات الله ورسله ببر الوالدين ورعايتهما فى الكبر والعجز دون بادرة تأفف لأن دعواتهم مستجابة ووجودهم نهر من البركات والخيرات فى الدنيا والآخرة.

ولعل كل ابن أو ابنة تتهرب من رعاية والديها وتتحجج بكثرة المشاغل والأولاد والزوج أن الدائرة ستدور عليها لتجد ما قدمت لوالديها أمام أعينها إما تجاهل وتبرم وتأفف وإهمال أو رعاية واهتمام وبركة فى الصحة والرزق والأولاد وكما تدين تدان.

المهندس السيد طوبا بركة البيت خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة