المهندس السيد طوبا يكتب.. فنان سيريالي


السيريالية تعني الفوق واقعية وهي حركة فنية أدبية نشأت في فرنسا بدايات القرن العشرين وتعني إطلاق العنان للعقل الباطن للتعبير بالأدب أو الفن دون قيود أو منطق وبالرغم من رواجها في حقبة زمنية محددة إلا أنها تآكلت واضمحلت بمرور الزمن ولم تلق الازدهار المتوقع من منشئيها أو القبول من عامة الناس وهو ما يقودنا للسؤال الهام ماهي رسالة الفن والأدب إذا لم تصل إلى المتلقى أو يفهمها هل هو قصور من الراسل أو المستقبل؟ ومن رأي المتواضع أن أي رسالة أو شعار أو قصيدة أو فيلم أو لوحة فنية أو كتاب لم تصل معانيها للناس بمعنى عدم فهمها فقد فشلت فشلا ذريعا لأن الفن والأدب رسالة سامية تهدف لخلق وتطوير وتعليم وتثقيف المجتمع لذا من الضرورى مخاطبة الناس باللغة التى يفهمونها حتى تؤدى الرسالة المطلوبة.
وكم من أشعار وقصص أدبية ولوحات فنية وأفلام ألهبت الجماهير وأنشأت ثورات وغيرت مفاهيم وعدلت قوانين وقامت بدور عظيم ومؤثر فى البشرية ولكن بواقعيتها وبساطتها التى يفهمها غالبية البشر فلو تخيلنا زعماء أمثال غاندى ومصطفى كامل وعبد الناصر وغيرهم قد خاطبوا شعوبهم رمزا بسريالية أو فوق واقعية أو حديث العقل الباطن كما يسمونها لما قامت ثورات وتحررت بلاد وتغيرت قوانين فثورة عام 1881 تميزت بظهور القصائد الكلاسيكية الحديثة لمحمود سامي البارودي وفي ثورة 1919 برزت الأزجال العامية لبيرم التونسي وفي ثورة 1952 أصبح صلاح جاهين واحداً من أبرز شعراء العامية وصار شعره الحماسى المادة الأساسية لأغاني عبد الحليم حافظ الوطنية وفي نفس الفترة ظهرت كذلك مواويل فؤاد حداد التي لا تزال تُغني حتى اليوم.
وجدير بالذكر أن تأثير فيلم رد قلبى الذى ألهب مشاعر المصريين إبان ثورة 52 و أريد حلا لسيدة الشاشة فاتن حمامة وأثره فى تعديل قانون الأحوال الشخصية وغيره الكثير واحترمت كثيرا أفلام الراحل يوسف شاهين أمثال باب الحديد والأرض إلى أن جاءته لوثة الرمزية والسيريالية وأنتج أفلامًا جعلت قاعات السينما خالية من المشاهدين ولعل لوحات الوزير الفنان لأبلغ رد على عشاق السيريالية وأتحدى أن يترجم ليّ أحدهم ماذا تعني تلك الشخابيط والتى بيعت بأسعار فلكية (طبعا طوال وجود معاليه بالوزارة) أما بعد ذلك فهنيئا لمن اشتراها وأصبحت لا تصلح مفرشا للسفرة عموما فأنا لست ضد التجديد والتطوير والتحديث طالما ينتج عنه فائدة للإنسانية لكن لن يتم ذلك بالاستعلاء على عقول الناس والحديث من العقل الباطن والأذن الوسطى.