قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن من يتصدر لمنصب الإفتاء لا ينبغي أن يقف مكتوف الأيدي أمام تطورات العصر، بل إن الأدوات التي قالها العلماء واستنبطوها من دلالات النصوص الشرعية، ومن مواقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مواقف الصحابة الكرام كل ذلك يعطيه المكنة والمساحة التي يتحرك فيها من أجل معالجة قضايا العصر الذي يعيش فيه.

وتابع مفتي الديار المصرية، خلال حلقة برنامج "للفتوى حكاية"، المذاع على فضائية الناس، أن هذا ما لاحظناه على العلماء كلها الذين تصدروا للفتوى، إذ إنهم يركزون كثيرًا على المسائل المعهودة عليهم ويفهمونها فهمًا دقيقًا محيطًا بكل أبعادها، بل وينظرون أيضا إلى مآلات ما يصدر عنهم من أحكام.

واستكمل: "لم يقف الأمر عند حدود إصدار حكم شرعي، وإلا كان الأمر يسيرًا؛ بل إنهم ينظرون إلى ما يترتب على هذا الحكم الشرعي وينظرون إلى هذه المآلات، والمآلات عنصر أساسي مؤثر في الفتوى".

وأوضح: "إذا كان الأمر كذلك فستلحظ أن هذه الفتاوى التي تصدر يراعى فيها هذه الأبعاد، وفهم الواقع جزء أساسي من صناعة الفتوى الدقيقة الرشيدة التي تعطي حلاً حقيقيًا لقضايا الناس".