يقول دوجيسو رئيس مجلس القضاء الأعلى بفرنسا: المحاماة عريقة كالقضاء.. مجيدة كالفضيلة.. ضرورية كالعدالة.. هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب.. حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان.. المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبدًا له.. ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً بغير ولادة.. غنيًا بلا مال.. رفيعًا من غير حاجة إلى لقب.. سعيدًا بغير ثروة. 


وقال المستشار عبد العزيز فهمي رئيس محكمة النقض المصرية عند افتتاح أولى جلساتها سنة 1931: إذا وازنت بين عمل القاضي وعمل المحامي .. لوجدت أن عمل المحامي أدق وأخطر .. لأن مهمة القاضي هي الوزن والترجيح .. أما مهمة المحامي فهي الخلق والإبداع والتكوين.

المحاماة مهنة شديدة الحساسية بمثابة رمانة الميزان بين المحكمة والمتهم، ومصر من الدول صاحبة الريادة لهذه المهنة فى العالم وربما لا يعرف الكثيرون أن الأغلبية العظمى من المحاميين في العالم العربى مصريين يعملون في هذه الدول ولقد خرجت لنا المحاماة قادة سياسيين لن يجود بمثلهم الزمان حتى الآن على رأسهم الزعيم الخالد سعد زغلول ومكرم باشا عبيد ومحمد صبرى أبو علم والأستاذة مفيدة عبدالرحمن أول محامية في مصر التى تخرجت عام 1935 وعملت بالمحاماة وذاع صيتها في المحروسة حينذاك وكانت من أهم المحاميين في التاريخ المصري الحديث.

لكن ما يحدث الآن بعيد كل البْعد عن ماضينا المشرف فبعض المحاميين جعلوا من مهنة المحاماة مهنة سيئة السمعة طمعاً فى المال وطمعاً فى الشهرة وطمعاً فى أهداف خفية أن فكرنا فيها بتعمق وتمعن ستكون النتيجة المنطقية أنها تقع تحت بند المرض النفسى حب الشهرة الذى يجعلك ترفع قضايا على كل شخص وبأي طريقة مدعياً أنك تحافظ على الأخلاق أو أنك تدافع عن الوطنية أو وأنت في الحقيقة باحث عن الشهرة ولايهم من تكون الضحية فلدينا مجموعة ليست بالقليلة من المحاميين الذي عرفهم المواطن من خلال قضاياهم الهزلية التى رفعوها على راقصات أو ممثلين أو صحفيين أو أي شخص عبر عن رأيه بطريقة ما فيتبرعون بإقامة دعوى ظناً منهم أنهم ضربوا عصفورين بحجر واحد الأول هى إرضاء الأنظمة والحكومات المتعاقبة والثانية "ركوب الموجة" بحثاً عن الشهرة.

زميلي وعزيزي المحامي القادم عليك أن تعرف أولاً ما معنى أن تكن محامياً حتى تمارس المهنة، أما المحامى الممارس للمهنة والذى تناسى أساس مهنته يرجى أن تمنح ضميرك لحظة للاستيقاظ من ثباته ربما تغير خارطة حياتك، لا تبحث عن الشهرة على أعراض الناس لا تصدق نفسك أو تجعل أحد يصدقك أنك شريفاً فأنت لست كذلك ( فشرف المرء في كلمته )

تثقفوا تثقفوا تثقفوا الحل في الثقافة ركوب الموجة والفهلوة وحب الشهرة لا تمت للإنسانية أو الضمير بصلة ومحامى بلا ضمير مجرم من الطراز الأول.

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.