المهندس السيد طوبا يكتب.. سوريون في مصر


منذ تدهور الأوضاع في سوريا الشقيقة نزح إلى مصر وحتى الآن ما يقارب المليون مواطن سوري وفي الوقت الذى تعاني فيه الدولة المصرية من البطالة المقنعة والرسمية وتعالي صرخات شباب الخريجين بضرورة توفير وظائف حكومية لهم لكي يجدوا ملجأ لهم يستنزفون ميزانية الدولة ولا يعملون كغالبية العاملين بالجهاز الحكومى ووسط تخبط المسئولين عن ضرورة إيجاد فرص عمل للشباب وتوفير القروض الشخصية وتشجيع الصناعات الصغيرة.
نجد في المقابل أنه وبهدوء شديد قد تغلغل إخواننا السوريون في جميع أنحاء مصر ومدنها وقراها ونجوعها وعملوا بصمت فى معظم الأنشطة الغذائية والحرفية والفنية والمهنية وبكل همة ونشاط وإخلاص دون سؤال الدولة المصرية المعونة أو المساعدة بل وظهر تفوقهم وإخلاصهم وجديتهم فى مختلف الأعمال حتى اكتسبوا ثقة الناس وأصبح الكثيرين منا يبحث عن الطعام النظيف في المطاعم السورية وعن السباك والكهربائى والمنجد وأعمال الصيانة من إخواننا السوريين الذين قاموا وبأدب شديد بتوجيه صفعة قوية لأدعياء البطالة والمتنطعين على المقاهى والمواظبين على دق أبواب المصالح الحكومية لعل أحدهم يفتح له أبواب الجنة ضاربين بذلك أروع الأمثلة فى الجد والاجتهاد وخلق فرص عمل لكل أفراد أسرهم فتجد الزوج والزوجة والأولاد جميعا يعملون بمنتهى الأخلاص والحرفية لتوفير لقمة عيش كريمة دون اللجوء للتسول والجلوس على المقاهى أو الوقوف على أبوب الدولة طالبين الدعم والإحسان وذلك لم يحدث فى مصر فقط بل فى كافة الدول العربية والأوروبية التى لجأ إليها الأخوة السوريون.
فشاهدت فى ألمانيا السوريون يعملون فى مختلف القطاعات دون تذمر أو ضجيج وهو ما يقودنى للسؤال الهام، ماهو الفرق بين المواطن السورى والمصرى؟ والإجابة ببساطة ودون حساسية أن المواطن السورى دأب منذ صغره على العمل الجاد وبضمير لمساعدة نفسه وأسرته دون تدليل فيتعلم منذ الصغر أهمية وقدسية العمل وضرورة كسب لقمة العيش واكتشفت فى المحلات السورية التى تعاملت معها أن أفراد الأسرة بلا استثناء كبيرهم وصغيرهم يعمل بكل جد وإخلاص وفى المقابل تجد أننا نفسد شبابنا بالتدليل وعدم تحميلهم المسئولية وغرس ثقافة أن العمل الحكومى هو المقصد والغاية وجنة الخلاص وهذا لا ينفى أن هناك شبابًا مصريين شقوا طريقهم بنجاح وابتعدوا عن وهم العمل الحكومى وأنشاوا صناعات صغيرة نمت وتطورت وأيضًا نحوا جانبًا الشهادات العلمية وعملوا فى أعمال مهنية هامة، وأذكر منهم أن مقاول تركيب السيراميك بأحد المشروعات التى كنت أديرها كان طبيبا ومعظم الفنيين لديه من الأطباء والمهندسين وغيرهم من حملة الشهادات العليا فالعمل عزة وكرامة أما شعارالبطالة وعدم وجود فرص عمل فذلك وهم نسجناه بأيدينا وعلينا هدمه كما أثبته لنا الأخوة السوريين فلهم كل التحية والتقدير.