الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب.. إلى من نتجمل ونتأنق


يعتقد الكثير من الناس أننا نتجمل..
ونكون في أقصى درجات المظهرية...
عندما نكون في معية الناس الذين نحبهم..
ونرغب في أن نكون في أقصى درجات الجمال..
في عيونهم و أرائهم وتقيمهم لنا..
أو بمعنى آخر نحن نحب أنفسنا في عيون من يحبونا
ووفقا لهذا الاعتقاد من بعض الناس، تصبح المعادلة
(أنا ) أرى (أنا ) عندما أكون مع (هم أو هن أو هؤلاء)
وبالقطع سوف يترتب على المعادلة دي..
حدوث مايطلق عليه إهمال الأنا لعدم حبي أو اهتمامي بالآخر..
بمعنى عدم حرصي على شكلي ومظهري إذا تواجدت، أمام أناس لا أحبهم ولا اهتم بتواجدهم..
أو على أقل الفروض لا يمثلون ليّ الأهمية الكافية..
في تصوراتهم عني ومن أمثلة السلوكيات...
التي تؤيد بالقطع وجهة النظر هذه..
الزوجة التي لا تهتم بجمالها ولا أناقتها وهى جالسة مع جوزها في بيتها..
فهذا دليل على عدم مرغوبيتها لزوجها من جهة، وعدم مرغوبية جوزها فيها من جانب آخر، وإلا كانت قد تجملت من أجل ارضائه وكسب ميله ناحيتها..
إما الفريق الثاني من وجهة نظر تجمل الذات..
فيرى البعض أن تجمل الذات واهتمامها بمظهرها ..
لا علاقة له بمدى مرغوبية الآخر المراد الظهور إمامه فالشخص يتجمل بهدف إرضاء ذاته واشباعها أولا..
ثم يأتي في المراحل اللاحقة رضاء الأخرين وتقيمهم، لذلك قد تجد من يتجمل ويتأنق لنفسه، (بيدلع نفسه)
والحقيقة إن الدراسات في سيكولوجية الجمال، أشارت بوضوح إن هذا النمط الأخي، هو الأقرب إلى الصحة النفسية النسبة..
وقد تم تفسير ذلك من منطق أن الأخرين متعددين ومتغيرين ومتلونيين،
وبالتالي قد تقع نظرة جمال الشخص لنفسه من أجلهم، موقع التزييف
إرضاء لهم وليس لذاته..
فقد يتجمل الشخص من أجل الآخر و هو بداخله قبح نفسي، وأهم ما يحكم الشخص في هذه الحالة ويوجه سلوكه هو الآخر وليس نفسه، وهذه بداية الصراعات والتناقضات في الانفعالات والسلوكيات.
وفي النهاية التضارب في إصدار الأحكام والقرارات، أما الذي يتأنق من أجل ذاته، فهذه بداية الاستقرار الانفعالي بالنسبة له، فالشكل الخارجي له غالبا مايعكس ذاته الداخليه.
فإذا كان زعلان من نفسه، فستجدون حالته الانفعالية انعكست على شكله ومظهره الخارجي.
وإذا وجدتم أناقة مفرطه، فأعلموا أنه راض عن أناه في صورة هم وهن وهؤلاء...
وأخيرا استقرت التحليلات العاملية...
إلى وجود نمط ثالث يجمع في طياته...
بين النمطين السابقين، وذلك وفقا للحالة الانفعالية والنفسية التي يجتازها الفرد وكذلك جملة الظروف والمحددات البيئية الاجتماعية المحيطه به.
ياترى إنت أي من الأنماط الثلاثة.