كثير منا لا يعلم قيمة كونه مصريًا ومهما تحدث المؤرخون وعلماء المصريات عن تاريخ وعظمة مصر وقدماء المصريين فلن يوفوهم حقهم ولا حق مصر مهد الحضارات ومدرسة الأجيال ومن يريد حقًا معرفة كونه مصريًا فليقرأ شخصية مصر لجمال حمدان ومصر التى لا تعرفونها لوسيم السيسى وهناك العديد من الكتب والكتاب الذين أضاءوا بعضا من جوانب الحضارة المصرية ولكن كتاب وسيم السيسى تحديدًا يلقى الضوء على مدى تقدم العلم عند قدماء المصريين بدرجة مذهلة وبامكانيات بسيطة ومحدودة مقارنة بالتقدم العلمى الهائل والامكانيات اللامتناهية المتوفرة لعلماء العالم الآن.

قام أجدادنا بإجراء أول عملية في المخ وترقيع الجمجمة منذ آلاف السنين كما نبغوا فى الفلك والصحة والرياضيات والهندسة والفنون وعلوم الطبيعة وغيرها لدرجة أذهلت العلماء وكل من يدرس المصريات وهنا يبرز سؤال الأجيال الجديدة وما شأننا بذلك بعد أن تدهور بنا الحال فى كافة المجالات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميًا وحتى رياضيًا؟ والإجابة على ذلك يعلمنا إياها التاريخ فما شهدته مصر من تدهور ليس إلا نتاج حقبة لا تتعدى ستة عقود من الزمن وبمقياس التاريخ لا تعتبر شيئا يذكر.

تاريخ الحضارات يبنى على مئات وآلاف السنين وليس على بضعة عقود ويحضرنى أن اصطحبت أبنائي في رحلة نيلية لزيارة آثارنا فى الأقصر وأسوان وما بينهما وكونهما ولد وعاشا معظم حياتهما فى الخارج فلا يعلمان الكثير عن تراثنا وحضارتنا وكم انبهرا بعظمة آثار المصريين القدماء وسألاني سؤالا محرجًا هل ما نشاهدهم ونتعامل معهم الآن من الشعب هم حقا أحفاد هؤلاء العظماء؟ وكانت إجابتى أن ما نعاصره الآن من تسيب وإهمال ولا مبالاة وخصال غير حميدة إنما هي أمراض عارضة وليست مزمنة تسبب فيها جهل وغرور بعض ساستنا الذين جرفوا الهوية المصرية.

لكن عظمة الشعب الأصيل ظهرت عندما انتفض مرتين متتاليتين فى غضون ثلاثة أعوام مرة ليقولوا لا للتوريث وأخرى لا للإرهاب ونزل شبابهم وشيوخهم ونساءهم وأطفالهم وحتى مقعديهم ليعلنوا رفضهم لأي محاولة لتقويض دولتهم والعصيان على أي مخططات عالمية لبيع أو الاستغناء عن شبر واحد من أراضيها، هؤلاء هم المصريون حقا أحفاد الفراعنة وقدماء المصريين أرض ومهد الحضارات، وستمر الكبوات ونعبر المصاعب بإذن الله كما شهد وسجل تاريخنا فأفتخروا أنكم مصريون أبناء حضارة.