المهندس السيد طوبا يكتب.. تيك وتاك


ما تم منذ أسابيع من احتفاء ترامب بالطفل المعجزة تميم يثير الضحك والغثيان، فتميم كما هو معلوم الممول الرئيس للإرهاب في المنطقة وأحد محاور مثلث الشر إيران- تركيا-قطر والذين يشنون أقذر أنواع الحروب تجاه المحور العربى السعودية- مصر-الإمارات-البحرين وربما تصور حكام السعودية والإمارات أنه تم اجتذاب وتحييد وتجنيد الموقف الأمريكى لصالحهم وذلك بالتعاقد على صفقات ضخمة من الأسلحة ودفع مبالغ أخرى تحت مسميات مختلفة إلا أنه وفي النهاية يعلن الرئيس الأمريكى وبمنتهى الوقاحة والعلانية أنه يلعب على كافة الحبال وصديقه الوحيد هو الدولار ومصالح الشركات والاقتصاد الأمريكى.
ترامب أكد بما لايدع مجالا للشك أن محور الشر القائم حاليًا هو صناعة أمريكية بحتة وأن المسرحية الهزلية التي مثلها منذ عدة أسابيع ضد إيران وتركيا ليست سوى فرقعة إعلامية لابتزاز العرب وحلب ثروات الخليج مثلما فعلت الحكومات الأمريكية السابقة التى أنشأت القاعدة ثم داعش بنقود العرب ثم حاربتهم أيضا بنقود العرب.
ولا يخفى على أي حصيف أن أمريكا تضع نصب أعينها السيطرة على منابع النفط والغاز والاستيلاء على كل وآخر درهم وريال ودينار في خزانة الخليج أما القيم والمبادئ ونصرة المظلوم والوقوف بجوار الحق فليست من القاموس الأمريكى في شيء وتطبيق حي وواضح للميكيافيلية: أنا والطوفان من بعدي... ولكن ما هو الحل مع هذا اللص الكبير؟ فهل يستمر العرب في دفع مزيد من النقود والتضحية بثروات شعوبهم كي ينعم المواطن الأمريكى بمزيد من الرفاهية وتنتعش الخزانة الأمريكية وتثرى شركات السلاح الأمريكي؟؟
ويتبادر لذهني خطة ساذجة ولكن جديرة بالمحاولة ماذا لو ضيع حكماء العرب الفرصة على القرصان الأمريكى وفعلوا مثلما فعل السادات عندما هبط مطار بن جوريون وعقد صلحا مع إسرائيل؟ فهل يجرؤ رؤساء التحالف العربى على الهبوط في طهران وعقد صلح وتصفية كافة الخلافات مع إيران وتركيا وقطر وضمهم للتحالف العربى عوضا عن محاربتهم كمحور شر وتفويت الفرصة على الكاوبوى الأمريكى؟.. ربما أحلم ولكن التاريخ علمنا أنه لا خصومة أبدية ولا صداقة مستديمة.