فريهان طايع تكتب.. كلنا معهد الأورام.. ارحموا من في الأرض


ما وقع في معهد الأورام أمر في غاية الفضاعة لأن هذا المعهد كان حصن للفقراء لناس الذين ليس لهم أي حيلة لأطفال ليس لهم أي ذنب ألا يكفي أوجاعهم من المرض الخبيث الذي يعانونه.. هل يمكن أن نتخيل مقدار الأسى عندما يفقد طفل صغير حتى الأمل في العلاج؟ ارحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء.
نحتاج دعم حقيقي لهؤلاء الأطفال لإعادة بناء معهد الأورام الذي استقطب الكثير من الأطفال العاجزين من جهة بسبب مرضهم و من جهة بسبب الفقر و قلة الحيلة الأمر لا يحتمل التأجيل لأنه في كل ساعة قد نفقد أشخاص عجزوا على إيجاد العلاج في الوقت الذي يحتاجون فيه لعلاج و إلى جلسات كيماوية.
الآن قد تضاعف حجم أوجاع الناس الذين يعانون و لا يجدون حتى سبيل لنجاة، العجز أسوء ما يمكن أن يتخيله العقل، أطفال يسيرون في الشوارع وهم يعانون من مرض خبيث قد يعبث بحياتهم في كل ثانية ولا يمكنهم حتى التفكير و الإجهاد و لا حتى المشي لأن هذا المرض لا يحتمل و لو قليلا من الضغط و لا يمكن أن نتخيل العمليات التى انقطع الأطباء عن إجراءاها بسبب الحادث و كيف سيكون وضع المرضى في هذه الحالة.
يجب إجراء تحقيقات جراء هذا الأمر لأنه ليس من المنطق أن يقع حادث بهذه الطريقة البشعة أمام معهد الأورام، وهل يمكن أن نتخيل أن ترفض عدة مستشفيات استقطاب المرضى المرافق العمومية؟ ومنها قطاع الصحة أليست لخدمة المواطنين أم الحل في هذه الحالة و من منظورهم العبث بأرواح الغلابة، أين الضمير أم أن الفقير ليس من حقه أن يعيش.
ما هذه القسوة وتحجر القلوب و غياب الرحمة عند الناس، ألا يكفي أن هناك من خسر أهله أثناء الانفجار الذي سقط فيه عدة ضحايا الذين كانوا ينامون على الرصيف أمام معهد الأورام ليصدمهم صوت الانفجار و يزهق أرواحهم و يحرمهم حتى من فلاذات أكبادهم و الوقوف إلى جانبهم أثناء مرضهم، الفقر و فقد الأهل و المرض و العجز واليأس كل هذا يمرون به في هذا السن الصغير والمبكر جدًا و بهذه الطاقة الضعيفة جدًا ارحموا من في الأرض.
حسبي الله و نعم الوكيل في كل من خولت له نفسه ظلم الناس و قهرهم أكثر من القهر الذي يعانونه.