عندما قرأت الحوار الذي دار بين سيدنا الحسين رضي الله عنه وبين الوليد عند طلب الأخير له مبايعة اليزيد أفزعني  وأدركت أن مهنتي والتي أعمل فيها منذ سنوات والعامل الرئيس فيها هو الكلمة التي يرى البعض أنها أبسط من التفكير فيها لأنها تخرج من أفواهنا مليارات الكلمات في أيامنا ولكنها حمل وعبء ثقيل نقف به أمام الله وقت الحساب لننحني خجلًا وقهرًا على ما اقترفناه في حق أنفسنا وحق الناس، وأذكر حضراتكم ببعض كلمات الحوار ربما تكون جرس إنذار يدق  لمن يعي ولمن يفهم.

 قال الوليد لسيدنا الحسين حفيد رسول الله: نحن لا نطلب إلا كلمة  فلتقل : " بايعت " وأذهب بسلام، فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة فرد سيدنا ‎الحسين: (منتقضًا) كبرت كلمة !

‎وهل البيعة إلا كلمة؟، ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة: أتعرف ما معنى الكلمة...؟، مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، ‎وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة، ‎زاد مذخور، الكلمة نور، ‎وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى، ‎الكلمة فرقان بين نبي ونبي، ‎بالكلمة تنكشف الغمة، ‎الكلمة نور، ‎ودليل تتبعه الأمة، ‎عيسى ما كان سوى كلمة، أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين، ‎فساروا يهدون العالم !، الكلمة زلزلت الظالم، ‎الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسئولية، ‎إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، ‎شرف الله هو الكلمة؟

ما أصعبها من كلمات تفسر لنا ما هية الكلمة التي تخرج من أفواهنا ومدى صعوبتها وتأثيرها على الآخرين، ربما يستهين البعض بخوفي وفزعي ولكنها حقيقة لا يدركها سوى المبصرون القادرون على بناء الوطن بالعقيدة والإيمان والمثابرة والتضحيه بكل غال ونفيس، وربما سمعتها أكثر من مرة من سيادة الرئيس على أهمية دور الإعلام وبناء الأمم واستشعرت مدى أهمية وارتباط حديثه بواقع ما نحتاجه اليوم إنها الكلمة يا سادة وما أدراكم حجم أهميتها  فما المرء سوى كلمة.