خط أحمر
الأربعاء، 23 أبريل 2025 01:19 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

أحمد رجب يكتب.. المنصوب بالكسرة !!!

خط أحمر

معظمنا وخاصة ممن هم بعيدًا عن فنون ومهارات وحلاوة لغتنا الجميلة يعرفون أن علامات الرفع في اللغة العربية هي الضمة وعلامات النصب هي الفتحة وعلامات الجر هي الكسرة.. وبالفعل فإن هذه هي القواعد النحوية الأساسية التي تعلمناها جميعًا إبان مرحلة دراستنا في التعليم الأساسي والتي مع مرور الوقت ومع هيمنة الثقافة الغربية على مجتمعاتنا الشرقية نسينا أو تناسينا هذه القواعد البسيطة التي كانت تزين سبورتنا الخشبية إبان عهد الطباشير الطبية الكلاسيكية التي انقرضت مع طغيان الأقلام الفليماستر وأقلام الوايت بورد الملونة ذات الروائح النفاذة التي تزكم العقل قبل الأنف !! .. ومعظمها أقلام غربية مستوردة كتب بها الخواجة بلغته الإفرنجية وكتبنا بها نحن الأفندية بلغتنا العربية !!.

أنا هنا لا أختزل القضية في وسائل الكتابة ومكناتها حيث قديمًا كانت الكتابة عبارة عن نقوش علي الحجر وعلي ورق البردي وعلي جريد النخل ولم يمنع ذلك من بناء الحضارات وانتشار الثقافات التي كانت الكتابة هي عمودها الفقري الأول في تقنين الهوية ونشر الشخصية الاعتبارية.. أنا هنا لا أختزل القضية كما قلت في وسائل الكتابة ولكني أنوه إلى أن التقليد وأسلوب المحاكاة قد بدأ باستعارة الوسيلة ثم توغل لاستعارة الثقافة الغربية نفسها على حساب هجر لغة القرآن التي تحدث بها رب العزة مع موسى الكليم والتي علم بها رب العزة آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة متحديًا إياهم بأن يخبروه سبحانة وتعالي بأسرار اللغة وبأن يخبروه جل شأنه بالأسماء التي علمها سبحانه وتعالي لآدم فما كان من عباد الله النوريين سوى أن قالوا في صوتا واحد وقناعة واحدة وطاعة مابعدها طاعة "سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم " صدق الله العظيم.

إنها اللغة التي خرج بها القرآن من اللوح المحفوظ ونزل بها إلى السماء الدنيا في ليلة القدر فكانت الأخيرة وبأمر الله تعالى خير من ألف شهر!! .. إنها اللغة التي تحدث بها الروح الأمين جبريل عليه السلام مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طالبًا منه أن يقرء بإسم ربه الذي خلق !! .. إنها اللغة العربية التي تحدث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى في المعراج إلى عرش الله تعالي وهي نفسها اللغة التي دار بها حوار قدسي عظيم ما بين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبين رب العزة وتدخل في الحوار حملة العرش الثمانية حينما صعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عرش الرحمن ليكون قاب قوسين أو أدنى ويجلس نفس جلسة التحيات التي ما زلنا نجلسها حتى الآن في جميع الصلوات ويقول بأدب وخشوع مخاطبًا المولى عز وجل باللغة العربية "التحيات لله والصلوات والطيبات لله" ليرد تعالى عليه بنفس اللغة قائلاً جل شأنة "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" ليرد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مخاطبًا الله تعالى مرة أخرى ومخاطبًا عباد الله الصالحين من الملائكة حملة العرش قائلا "السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين" ليرد حملة العرش الثمانية في صوتاً واحد وبنفس اللغة العربية قائلين " اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد" .... كلنا ياسادة نقول هذا الكلام يوميًا في صلواتنا الخمسة ومعظمنا لا يدري السر وراء هذا الكلام المقدس الذي كانت اللغة العربية هي القاسم المشترك فيه بين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من ناحية وبين الله تعالى وملائكته من ناحية أخرى.

إنها نفس اللغة أيضًا التي سبح بها نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت !! .. إنها لغة ضيفا إبراهيم أيضًا عندما حملوا له البشرى بإبنه إسحق عليه السلام!!.

إنها اللغة العربية ياسادة التي هجرناها ونعجز بأن نكتب بفنونها وأسرارها وحركاتها ونعجز ونحتار في أن نعرب كلماتها فلم نعد نهتم بمواضع الضم أو الفتح أو النصب أو السكون.. لم نعد نعلم الفرق بين الاسم المعرب والاسم المبني!! .. نسينا ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب ولم نعد نتذكر الضمير المتصل ونفرق بينه وبين المنفصل ولم نعد نعرف الضمير البارز ونفرق بينه وبين المستتر.. أصبح البعض منا يستهزئ بقواعد كان وأخواتها وإن وأخواتها ويتخذها مثار ضحك وسخرية وهو لا يشعر أنه ينفذ مخطط الصهيونية والماسونية العالمية التي تسعى جاهدة للقضاء على ماتبقى من الهوية اللغوية التي هي مناط أساس الهوية العربية بل هي حجر الزاوية للدين الإسلامي الحنيف.

وختامًا فقد صعقت وأنا أتابع حديث مهم أجراة زميل لا داعي لذكر اسمه مع السيد رئيس الجمهورية وقد تحدث باللغة العربية وقام بنصب كلمة بالفتحة لأنها مفعولًا به.. وبالرغم أن المفعول به هو بالفعل منصوب بالفتحة إلا أن الكلمة التي نصبها هذا الزميل هي جمع مؤنث سالم.. والقاعدة النحوية الخطيرة جدًا ياسادة والتي أكاد أزعم بأنه يجهلها السواد الأعظم من الناس تتلخص في أن جمع المؤنث السالم هو الجمع الوحيد في اللغة العربية كلها منذ قديم الزمان الذي ينصب بالكسرة !! ..  فمثلًا كلمات مثل المسلمات أو القانتات أو الخاشعات أو التائبات أو أي جمع مؤنث سالم وهو الذي ينتهي بالألف والتاء.. يرفع بالضم وينصب بالكسرة .. وهذا خروج خطير واستثناء عظيم من قواعد اللغة وقاعدة في منتهى البساطة والأهمية معًا.

كم كنت أتمنى أن يحتاط زميلي لمثل هذا الأمر.. أشهد الله أنني لا أتصيد الأخطاء لأحد ولا أنصب نفسي عالمًا أو فصيحًا فأنا أبعد عن ذلك بكثير!!.. لكنني غيور علي هويتنا ومصريتنا ولغتنا وأتمنى أن نعود سريعًا نحتضن لغتنا الجميلة ونعلم أولادنا وصغارنا أسرارها ورونقها وجمالها وقدسيتها وهيبتها وكلاسيكيتها وقواعدها... وليكن درسنا الأول والمهم لهم أن هناك ماهو منصوب بالكسرة وهو شيء واحد فقط في اللغة العربية كلها وهو "جمع المؤنث السالم" فهو الوحيد "المنصوب بالكسرة"!

أحمد رجب المنصوب بالكسرة خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة