المهندس السيد طوبا يكتب.. استثمار الحدائق العامة


أثناء عملي السابق رئيسًا لإحدى شركات التطوير العقاري لاحظت وجود عدد هائل من الحدائق العامة بمساحات شاسعة ترفض المحافظة استلامها وتتحمل الشركة أعباء جمة لصيانتها، فتقدمت باقتراح ودراسة تفصيلية لكيفية تحويل تلك الحدائق من مجرد عبء يتنصل منه الجميع إلى مشروعات استثمارية تُجنى أرباحًا طائلة فمعظم الحدائق العامة في البلد غير مستغلة إطلاقًا والبعض القليل ليس بالاستغلال الأمثل وما أحوجنا إلى قيام الحدائق والمتنزهات بدورها الثقافى والاجتماعى والرياضى الأمثل.
بلورت الدراسة وقتها كيفية تخصيص بعض الحدائق للأنشطة الثقافية مثل المسارح المفتوحة للهواة، والسينما الصيفية، والمتاحف المفتوحة، وأماكن عرض لرواد وشباب الأعمال، لعرض منتجاتهم ومناطق مخصصة للمعارض المؤقتة، مثل العقارات أو المنتجات الغذائية، أو المفروشات وخلافه وبعضها يتم تخصيصه للألعاب الرياضية مثل مسارات المشي وحارات لركوب الدراجات والملاعب الخماسية وصالات الألعاب المفتوحة في الهواء الطلق وطبعا لا بد من تعويض تلك التكاليف باستغلال بعض أسوار الحدائق المطلة على الشوارع الهامة كمحلات تجارية وفي الداخل عربات الأكل والشرب والحلويات المتنقلة مع كامل استعداد شركات الاتصالات الكبرى لتأجير أبراج لتقوية إرسالها وأيضا كفالة بعض الحدائق باسمها كمساهمة مجتمعية راقية وكذلك شركات المياه الغازية والشركات الكبرى وحتى المواطنين أنفسهم بالتبرع بشجرة أو مقعد أو عمود إضاءة كمشاركة في تطوير حديقتهم تحت مسمى الصدقة الجارية.
تلقيت وقتها العديد من الطلبات من أصحاب أعمال لتطوير الحدائق على نفقتهم الخاصة وقمت بعرض الفكرة على المحافظ السابق الذي رحب جدًا بالفكرة وطلب البدء بحديقة نموذجية كمثال للمواطنين ولكن للأسف غادر منصبه وتركت منصبي وكالعادة وضعت الفكرة في أدراج النسيان وربما يموت الأفراد ولكن تبقى الأفكار حية.. فهل من مسئول يتبنى الفكرة لتحويل جمود الحدائق إلى استثمارات مع كامل استعدادى لتقديم الدعم الفني بلا مقابل فهل من مستمع؟