المهندس السيد طوبا يكتب.. دورة الحياة


غالبا ما نقابل فى حياتنا اناسا يتصفون بالقوة والشباب والحيوية والذكاء فاذا ما تولوا منصبا أو
أصبحوا أصحاب أعمال فتجد منهم من اغتر بالمنصب أو الجاه أو المال وبدأ يتعالى على نظرائه
من البشر وكلما ازداد غناه وارتفع رصيده فى البنك أتحفنا بحكمه ومواعظه وتجاربه وللا سف
ينصت الناس لأصحاب المال أكثر من انصاتهم الي حاملي العلم .
وعجيب أمر الانسان فهو يبدأ دورة حياته وينهيها كما بدأها ومن أجمل ما قرأت ان منتهى نجاح الأنسان يختلف من سن لأخر فتجده
فى عامه الاول يسعى للمشى دون مساعدة فاذا بلفي الرابعة أصبح أمله الا يبلل مالبسه وفى
الثامنة أن يعرف طريق عودته للمنزل وفى الثانية عشرة يهدف لتكوين صداقات وأمله فى الثامنة
عشرة الحصول على رخصة القيادة ويحلم فى الثالثة والعشرين بالتخرج من الجامعة وفى
الخامسة والعشرين يسعى للحصول على وظيفة معقولة ويسعى فى الثلاثين لتكوين أسرة وفى
الخامسة والثلاثين يسعى لتكوين ثروة وعند بلوغة الخامسة والاربعين يحاول الحفاظ على مظهر
الشباب وعند الخمسين يسعى لتأمين تعليم جيد البنائه أما عند بلوغه الستين فيأمل بالحفاظ على
رخصة القيادة وفى الخامسة والستين يأمل أن يعيش بالامراض وعند السبعين يسعى إلي أن لا يكون عبئا على أحد وعند الخامسة والسبعين أن يحافظ على صداقاته القديمة .
أما اذا بلغ الثمانين فيأمل أن يتذكر طريق عودته الى البيت وفى الخامسة والثمانين يسعد اذا لم يبيل فى مالبسه وعند
بلوغه التسعين يفرح بأن يمشى على قدميه دون مساعدة وأى عاقل يتمعن فى دورة حياته
وأن يعى أنه يعود كما بدأ ضعيفا يزحف ثم يمشى بمساعدة الأخرين وينتهى به العمر كذلك فلماذا
التعالى والغرور.
فحتما ستحتاج مساعدة الاخرين فى نهايتك كما احتجتها فى بداياتك ولو أيقن
الانسان أن سعادة الاخرين لن تنتقص من سعادته شيئا وأن غنى الآخرين لن يكون على حساب
رزقه وأن صحتهم لن تسلبه عافيته وأنه مهما جمع مال وأراضى وفحش غناه فلن يأخذ منه شيئا
لآخرته الا العمل الصالح والولد البار والعلم النافع لحاول ترك أفضل الأثر فيمن حوله
واتعظ من دروس الحياة وهنيئا لمن استوعب الدرس مبكرا وبات قرير العين مصحوبا بدعوات
الناس بالدعاء عليه