الدكتور شريف العماري يكتب.. دموع الأمهات


المرأة الأم تختلف نفسياً وسلوكياً عن طبيعتها قبل الأمومة و تكون محل نقد من الزوج والمجتمع عموماً لتقصيرها و إهمالها لنفسها فى بعض جوانب حياتها رغم أنها قد تبدأ مرحلة الأمومة فى بداية زواجها ومازالت صغيرة تحتاج إلى مزيد من الخبرات.
وينظر بعين التدقيق إلى تقلباتها المزاجية و توصف دائماً بالعصبية بعد أن كانت عذراء مرحة وبعد الفستان والطرحة أصبحت الدموع صفة ملازمة إلى كل حالاتها رغم أنها قد تكون أما صغيرة السن قليلة الخبرات فى بداية حياتها وطموحها تبدأ رحلة الدموع مع الأم منذ معرفتها بأنها ستصبح أُماً حقيقية.
الكل يسعد ويبتسم ويهنئ وهي تبكي كأن الأم تختلف عن باقي البشر في مشاعرها، فرح، فخر، بشرى، إرهاق، توتر، ألم، خوف، أمل، حتى التأمل يثير دموع الأمهات.
والأزواج الذين يقومون بواجباتهم الزوجية من حيث الإنفاق و الرعاية مشكورين، للأسف هم من أوائل الناس الذين يشكون من تقلبات مزاج و إنشغال الزوجة الأم وهناك حالات كثيرة للدموع التى تمر بالأم ولا يستشعرها غيرها.
١_تبكي عندما يقال لها مبروك هتبقى أم.
٢-تبكي أول مرة تشوف فيها طفلها بعد الولادة لقاء ملئ بالدموع لأنها تنظر إليه لأول مرة مباشرة بدون شاشة السونار التي تحجز بينهما وياليت الأبناء يقدرون.
٣_تبكي عند بكاء رضيعها لسبب غير معلوم بالنسبة لها وتعجز عن محاولة تهدئته.
٤_تبكي عند مرضه وتبكي عند شفاءه.
٥-تبكي عندما تكتشف تساقط شعرها بسبب الحمل والرضاعة ولا تستطيع تناول علاج حتى لا تضره.
٦-تبكي بسبب وزنها الزائد بسبب فترة الحمل والرضاعة بالتأكيد ولا تستطيع تنظيم الأكل حرصاً على صحة طفلها.
٧-تبكي في مرحلة تدريب طفلها على التخلي عن الحفاضات واستخدام البوتي فهذه مرحلة كثيرة الإحباط وتكون سبب لدموعها.
٨_تبكي عند اختفاء طفلها من أمامها لبعض من الوقت وتتخيل أنه تم خطفه هنا تأتي دموع لا تتوقف حتى عند العثور عليه تستمر فى البكاء.
٩_تبكي عند نجاح أو رسوب أو قبول أو تخرّج إبنها من مرحلة الثانوية العامة أو الجامعة.
١٠_تبكي عند زواج إبنتها أو إبنها وأصبح لأولادها حياة خاصة مستقلة عنها.
رحلة دموع طويلة تبدأ بالحمل ولا تنتهى ولا يستطيع أحد من البشر تقديرها.
كل من حول الأم يفكر فى نفسه و مصلحته ومتطلباته أبوها وأمها يطالبوها بالبر والصلة و زوجها يطالبها بحقوقه الزوجية و الإجتماعية و أبنائها يطالبوها بالرعاية والمتابعة و مواكبة الأفكار وتستمر الدموع مع كثرة النقد وتقدم العمر والإصابة بالأمراض.
الزوج يشكو والأبناء والبنات يتهكمون وياليت الدموع تتوقف عند ذلك بل ربما تأتى زوجة إبن تزيد من الحرب على الأم أو يقع شقاق بين الأبناء يزيد همها ودموعها أو يأتى زوجها بزوجة أخرى بحجة تقصيرها معه وإذا ثقل المرض وكثرت الدموع تصبح ثقيلة على كل ولادها ويتمنون الخلاص منها بحجة أن الموت راحة لها و إذا ماتت يتقاسمون مالها وملابسها ومتعلقاتها ثم ينسونها وينسوا دموعها والحقيقة أن دموع الأمهات هى الماء الذى يروى حياتنا لتنمو الأسرة والمجتمع بالكامل.
فدموع الأمهات الطاهرة تروينا، وتستحق الذكر.. دموع الأمهات حجة لك أو عليك.