جرجس بشرى يكتب: لماذا لا تُسمى العاصمة الإدارية الجديدة باسم السيسي؟


كثيرا ما تبادر إلى ذهني هذا السؤال: لماذا لا تكون العاصمة الإدارية الجديدة باسم السيسي؟ فتسمية المدن بأسماء شخصيات أثرت في التاريخ الإنساني ومجريات الأحداث ليس بدعة في كل دول العالم، وهنا في مصر مدن تحمل أسماء رؤساء سابقين، مثل مدينة السادات، وهناك شوارع وميادين تحمل أسماء شخصيات مصرية وطنية وعربية ! بل وهناك مبادرات ومشروعات اسهمت في خدمة الفقراء وإعانتهم، مثل معاش السادات وغيره ! والسؤال الأخطر هنا الذي يحب علينا طرحه بكل صراحة: لماذا لا توجد مدينة باسم الرئيس السيسي! لماذا لا يوجد ميدان أو حتى محطة مترو تحمل اسم هذا الرجل ؟ وقد يرى البعض أن سؤالي قد يبدو ساذجًا أو يحمل مغازلة صريحة للرئيس؛ ولكن أنا شخصيا أرى أن هذا الموضوع جد خطير ويجب علينا وعلى الحكومة ومجلس النواب التفكير فيه بجدية، فكما تعتبر التواريخ التي سميت بها مدن لارتباطها بحدث تاريخي مهم مثل محافظة ٦ أكتوبر ومدينة ١٥ مايو و.. و.. ، فكذلك تعتبر الشخصيات التي صنعت التاريخ أو ساهمت في تغيير مسار التاريخ في أوطانها أهم بكثير، ولن أكون مبالغًا إذا قلت كما قلت مرات كثيرة من قبل أن الرئيس السيسي شخصية استثنائية ليست في تاريخ مصر فحسب بل وفي تاريخ المنطقة العربية كلها، كما أن الفاهمين لمجريات الأحداث.
السياسية في العالم يدركون حقيقة لا يمكن لمنصف إنكارها وهي أن السيسي غير مجريات الأحداث ليس في مصر فقط ولا المنطقة العربية بل في العالم كله، حيث ظهر هذا الرجل في مرحلة فارقة في تاريخ مصر، وأحبط أخطر مخطط جهنمي كان معد سلفا منذ زمن بعيد لتفتيت مصر واسقاط جيشها الوطني وشرطتها وتفتيت وحدتها وتقسيمها على أسس دينية وعرقية ومذهبية بعد إشاعة الفوضى والحروب الأهلية فيها، وما يستتبع ذلك من إسقاط جيوش وطنية عربية بنيران صديقة.. هل تتذكرون خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي في مؤتمر نصرة سوريا، وما كان ينتويه توريط جيش مصر في حرب مسلحة ضد الجيش الوطني السوري ؟ .. هل تتذكرون ملايين الأسلحة التي سربتها قطر إلى ليبيا ودخلت مصر بعد الثورة لإنشاء جيش إخواني حر موازي للجيش المصري وإرسال جماعة الإخوان عناصر مسلحة لتحارب مع المعارضة السورية ضد جيش سوريا ؟! ... ومن هنا يجب علينا أن نعترف ونسمي الأمور بمسمياتها ونؤكد أن ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التي قام بها الشعب المصري العظيم وانحازت لها قواتنا المسلحة بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي وقتها ثورة شئنا أم أبينا ارتبطت باسم هذا القائد الوطني العظيم، وسيذكر التاريخ أن السيسي عندما انحاز لإرادة الشعب غير مجريات الأمور في المنطقة وأحبط مخططات دولية لإسقاط مصر والجيوش الوطنية العربية.
لماذا لا نبادر نحن كشعب برد الجميل، ونطلق اسم السيسي على العاصمة الإدارية الجديدة ؟ فالرجل رغم ما يقوم به من مبادرات لخدمة الفقراء والمرضى وإقامة مشروعات عملاقة لا توجد باسمه للآن مدينة أو محطة مترو أو مشروع عملاق، هل وصلنا لهذا الحد مع هذه الشخصية الإستثنائية في تاريخنا !