كتب أحدهم على صفحته أنه وفي زيارة عائلية اصطحب فيها زوجته وأخيها وكونها كبيرة السن ثقيلة الحركة فما كان منه إلا أن سارع بالصعود وتركها تصعد السلالم الهوينا وعندما نظر خلفه وجد أخيها يسندها ويساعدها على الصعود دون تململ أو ضيق فتعجب لتلك العلاقة الحميمة التى تربط الأخت بأخيها وكيف يكون سندًا لها فى صحتها ومرضها وفى فرحها وحزنها وفى شبابها وكبرها وسبحان الله الذى أوجد تلك الصلة الأبدية والمتينة بين الأخوات فلا عجب فقد رضعوا من نفس الأم وتسري في عروقهم نفس الدماء وقضوا مع بعض أحلام الطفولة وشقاوة الشباب تقاسموا نفس الطبق وتشاركوا نفس الأفراح والأحزان، احتفلوا معا بالأعياد والمناسبات السعيدة وآلمتهم نفس المصائب والأحزان حافظوا على أسرارهم ونزواتهم.

تحملوا شقاوة ومقالب بعضهم وتصدر منهم الكبير لحماية الصغير وهب بعضهم لنجدة الآخر وتألم لمرضه وبات معه على نفس الفراش فرح لتخرجه وخطبته ورتب لحفل زفافه أو زفافها وسعد بأولاده فكان الصديق والحبيب والسند والأخ والأب ومن حرم من نعمة الأخوة فقد حرم الكثير وسأل أحدهم أمرأة متزوجة إذا خيرت بين زوجها وأخيها فمن تختار وكانت الإجابة الصاعقة الأخ طبعا لأن الزوج يمكن تعويضه أما الأخ فلا يعوضه شيء أبدًا فى الدنيا فهو القلب الآخر الذى ينبض بحب أخيه والعين الثانية التى ترى وتحرس أخوته ومن كانت له أخت فحتما هو الصديق والسند وإن كانت تكبره فهى الحنان والأم الثانية حتى إذا غربتهم الأيام وباعدت بينهم المسافات أو فرق بينهم الموت فدائمًا ذكرى الأخ أو الأخت لا تفارق الوجدان.

وعادة ما يفتخر الأخ بأخته وأخيه ويحرص على زيارتهم ومودتهم برباط إلهى جميل يخلو من المصالح والشوائب وحتى إذا حدث بينهما شقاق أو زعل تجده مهمومًا حزينًا يسعى لمصالحة أخيه اللهم إذا دخل الشيطان من باب الميراث اللعين الذى يشتت أواصر المودة ويعكر علاقات الأخوة وعلى كل أخ كبير ألا يطمع فى ميراث أخوته فهم السند له وقت الشدة والمرض والقائمين على أولاده من بعده لذا أنصح من كان له أخ أو أخت بمداومة السؤال عليهم وبرهم والتعبير لهم عن حبه لهم إما برسالة أو مكالمة هاتفية أو بزيارة فلا يمكن استبدال حب الأخوة بأى رباط آخر وهو ترجمة حية لحب وبر الوالدين فى حياتهما وبعد مماتهما وعلينا أن نتذكر عندما تلم بنا مصيبة فنسارع بقول أخ.