قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن العقل الأزهري يبدأ باحترام وتعظيم للعلم وتواضع وإخلاص للعلم وتجرد ليقطع الباحث نفسه من الدنيا لسنوات كي يتشرب قواعد العلم، ويفهم من خلال العلم النص الشريف وكيفية إلحاق النص بالواقع ثم يقتدر من خلاله على توليد الأجوبة الصحيحة على كل سؤال يطرأ من أسئلة العصر وإشكالياته ليفهم مقصد الشريعة في الأحداث العامة والجزئية والتفصيلية والخاصة.

وأوضح «الأزهري» خلال استضافته ببرنامج «الحق المبين» مع الإعلامي أحمد الدريني والمذاع على فضائية «DMC» أن الإمام الشاطبي رحمه الله قال عن أحد الموضوعات أنه لا يصلح للاجتهاد في هذا الباب إلا لمن أحاط بمقاصد الشرع جملة وتفصيلا، إجمالا من القرآن الكريم ومن كل حديث وقضية، لافتا إلى أنه بدون وجود المنهج العاصم ستتحول المسألة إلى هوج ليس له زمام في الفهم.

وأشار «الأزهري» إلى أن سيد قطب في كتابه التصوير الفني للقرآن قال «كنت أقرأ القرآن في الكُتاب وجدته لذيذا غضا، ورجعت أقرأ كتب التفسير فوجدت التعقيد الذي أزال لذة القرآن فهجرت كل كتب التفسير ورجعت للقرآن الكريم»، لافتا إلى أن ذلك يعد إعراضا واضحا عن تجربة علماء الأمة في صناعة علوم الاستنباط وتهجم على القرآن الكريم بعقله وفقا لهواه الشخصي ثم توليد مصطلحات تؤدى إلى اللبس والخطورة.

ومن جانبه أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، وأحد علماء الأزهر الشريف، أن «قطب» ترك أصول العلم والتفسير ولم ينتفع بها، ومن هذا القبيل تحدث اختلافات على حكم اللحية والثوب ويخرجون به البعض من الملة وهذا هو نتاج العقل السطحي غير المكون.