مرة أخرى يصدم الجمهور بخروج المنتخب من تصفيات أمم أفريقيا بعدما بذلته الدولة من رئيس جمهوريتها الى أصغر عامل من جهد وعرق ونقود ودعم وآزرت الجماهير المصرية فريقها بالرغم من شعورها بخيبة أمل من المستوى الفنى للاعبين والاداء الضعيف وخروج المنتخب ليس نهاية العالم ولكن الخروج المهين كان متوقعا فمستوى اللاعبين كان دون المستوى والتدريب كان عشوائيا بدون خطط وفترة الاعداد غير كافية والكل يعلم ذلك .

ولكن والعجيب أنه فور خروج المنتخب تم فتح الملفات القديمة ملفات الفضائح والفساد المالى والادارى والاخلاقى للاعبين وأعضاء اتحاد الكرة والمدرب ولا أفهم كيف تم السكوت طوال هذه المدة عن تلك الفضائح وراودنى سؤال ساذج هل لو شاءت الاقدار واستكمل المنتخب مبارياته وفاز بالبطولة بفضل دعاء الاهل والجماهير هل كان سيتم التكتم على تلك الفضائح والقصور والفساد وهل تظهر الملفات السوداء فقط عند السقوط أم أن هناك منظومة أخلاقية تحاسب المخطئ سواء فاز المنتخب أم لم يفز .

فالمبادئ لا تتجزا والاخلاق الفاضلة لا تتلون وتتجمل فمهما كانت المبررات فتلك طامة كبرى الا نحاسب الناجح ثم نتربص بالفاشل حين سقوطه وأذكر جيدا أن شاهدت حساب الملكين الذى واجهه الجنرال نورمان شواريسكوف قائد قوات التحالف ابان حرب تحرير الكويت أمام الكونجرس الامريكى فبالرغم مما حققة الجنرال من نجاحات وبطولات وانتصارات ماحقة فلم يتردد الكونجرس فى محاسبته على أى خطأ ارتكبه أو ضحايا من الجنود الامريكان قتلوا لاى هفوة أو سوء تخطيط أثناء الحرب ووقف الرجل مدافعا عن موقفه وخططه الا أن الكونجرس اعتقد أنه كان يمكن تقديم أداء أفضل وأوصى الكثير من أعضائه بضرورة اعفائه من منصبه.

أما فى عالمنا العربى المجيد فلا نحاسب الناجح لكن الويل كل الويل اذا سقط أو أقيل من منصبه أو استقال لذلك تجد أن كل من فى السلطة يستميت للحفاظ على كرسيه خوفا من الحساب أو فتح الملفات السوداء حبيسة الادراج ولست مدافعا عن الفساد ولكن يجب محاسبة الجميع فالناجح يحاسب حتى يستمر فى النجاح ويتلافى أخطاءه فاذا كان فاسدا فلا بد من عزله ومحاكمته مهما بلغ من نجاحات أما الفاشل فالملفات موجودة والحساب جاهز والمقصلة مسنونة والمصير الاسود معلوم