بدأت بطولة إفريقيا وكل الشعب المصري يحلم بها منذ التحضير لها وكنا متفائلين لأسباب أهمها أن مصر هي المنظمة للبطولة وإن الفريق الوطني سيلعب علي استاد القاهرة علي ارضه ووسط جمهوره وكان الجمهور هوو الا روع.. إذ ظهر الجمهور المصري بمظهر حضاري يليق بمصر.

افتتاح ابهر العالم وتنظيم علي أعلي مستوي قدمت فيه الدولة المصرية كل ما لديها من إمكانيات لإثبات قدرتها علي تحمل مسئولية حدث هام مثل هذه البطولة.. وبعد حفل الافتتاح بدأت مصر أولي مبارياتها ثم الثانية ثم الثالثة إلي أن صعدت إلي دور الـ ١٦ وللأسف كان الأداء سيئاً للغاية وليس لديهم خطة مرسومة للعب بها مما جعل المصريون ينتابهم شعور بالخوف والرعب من هزيمة المنتخب الوطني إلي أن جاء اليوم الأول ومباراة مصر في دور الـ ١٦ مع جنوب افريقيا وكالعادة كان حضور غير إعتيادي للجمهور المصري حضور يشرف به كل المصريين حيث تجاوز الـ ٧٥ الف متفرج من سيدات وشباب ورجال واطفال وعائلات.

الكل جاء ليشجع مصر وبكل حب شُجعنا منتخبما لآخر دقيقة حتي بعد الهزيمة المحزنة ولكن للأسف دون جدوي وخيم الحزن علي كل هذا الجمهور مع صفارة الحكم بانتهاء المباراة والأمل في فوز فريقنا وكانت الصدمة الكبيرة خسارة المنتخب وخروجه من دور الـ ١٦ واحسرتاه .. فقد كانت خسارة قريبة للمنتخب المصري ولكن الحسرة التي اطلت في قلوب المصريين وفي قلوب اطفالهم اللذين كانوا يشجعون فريقهم بكل فرحه وحرارة حسرتهم مع صدمة كبيرة لن يتحملوها .

ولكن المكسب البعيد لمصر وشعبها هو تقديم حفلاً رائعاً يليق بالبطولة وحجمها والأهمية بها وأثبتت مصر من خلال هذا الحفل أنها قادرة علي تنظيم وإدارة حدث كبير بكل احتراف وخرج الاحتفال لينال إعجاب العالم ويبهره بتقديم مصر حفلا يليق بهذه البطولة الأفريقية التي تشهد مشاركة ٣٤ منتخبا.

اغنية الحفل الرسمية للبطولة كانت رائعة اللحن والكلمات وظهور مجسمات الاهرامات الثلاثة لتقديم الاهرامات في ملعب الاستاد مع توزيع أضواء مبهره مع مجسمات النيل والصحراء مع الالوان التي تتميز بها القاره مع ظهور كأس أفريقيا مع أحد الاهرامات مما ابهر الجمهور وابهر العالم أيضا وسط تشجيع مدوي في استاد القاهرة..

هذا الحفل كان تقديم وتعريف بحضارة وثقافة مصر القديمة وأفريقيا أيضا وسط جو رائع من الالعاب النارية زينت الوانها الرائعة سماء القاهرة وإذا كانت الخسارة مضنية فإن مكسبنا الكبير تقديم هذه البطولة في إدارة متشابكة ومتعددة التنظيم في محافظات مصر .. القاهرة والاسكندرية والإسماعيلية والسويس صنعت رواج للمناطق السياحية والساحلية بمصر وإظهارها للعالم والضيوف ولأوطانهم الدهشة مما شاهدوه في تلك المناطق من حسن ضيافة واستقبال وزيارات المناطق السياحية بها .

كسبنا فيها جنود مجهولين كانوا وراء إبراز هذا العمل من خلال تجهيز الإستادات في ثلاث أشهر فقط ، فصنعوا إنجاز عظيم ... كسبنا إننا ربحنا كوادر شبابية وقيادات إدارية أدارت المنظومة بشكل احترافي ومنظم وبأعلى تكنولوجيا في صمت ودون ظهور.

ثم حضور جماهيري منظم متحضر التزم فيه النظام .. بالاضافة الي ادارة التنظيم علي الأبواب ومساعدة الجمهور من الشباب والفتيات أكثر من رائع. .. كسبنا مدير للبطولة خلوق وكفء من خيرة الشباب وهو محمد فضل وكان مفاجأة ومكسب لمصر من خلال إدارته البطولة أثبت للعالم أن مصر تستطيع ادارة واستضافة بطولة كبيره مثل بطولة إفريقيا مما يؤهلنا لتنظيم كأس العالم لأنها لا تقل عن كأس الامم في روسيا.

كسبنا أيضا أننا قدمنا تنظيم راقي ونظام اليكتروني منظم للتذاكر وبطاقات المشجع في زمن قياسي كسبنا حضور الجماهير الذي افتقدناه في مباريات الدوري المصري... كسبنا مسئول وصانع الابهار وفريق عمله وبالإرادة تنجح اي مسئوليه.. كسبنا كل القائمين علي نجاح هذه البطولة من وزير الشباب دكتور أشرف صبحي وفريق عمله بوزارة الشباب الجنود المجهولين للمساعدة في نجاح البطولة وتقديم كل ما لديهم من عمل لسرعة إنجاز العمل .. تحية لكل القائمين علي تنظيم هذه البطولة لأنهم علي قدر المسئولية وهذا هو المكسب الكبير والذي هون علينا لهيب الخسارة التي كانت قريبة والمكسب للأمد البعيد .