الضمير الغائب لم يعد يقتصر في نظري علي هو أو هي !! .. الضمير الغائب لم يعد محسوبٱ فقط علي الأسماء النحوية التي تعلمناها قديمٱ في المرحلة الإبتدائية !! .. الضمير الغائب أصبح الآن قاسم مشترك في كل مناحي حياتنا اليومية .. الضمير الغائب لم يعد يتعلق بإسم شخص غائب بل اصبح مثل حبيبات الفوار التي تنسال داخل الأمعاء فتهضم وتفترس الود والحب بل والعشرة والسعادة بيننا .. الضمير الغائب تجاوز حدود الأشخاص فأصاب معظم البلدان والدول ليتحكم ويلقي بظلالة علي سياسات الدول في تعاملها مع بعضها البعض .

ولأننا لا نتحدث هنا في السياسة فدعونا نتلمس الضمير الغائب داخل كلا منا علنا نجد لة سببٱ أو باعث أو دافع ؟!! .. وللأسف إذا ما تلمسنا الضمير الغائب سنجدة يشترك مع ضمائر اللغة في الإسم فقط دون المعني !! .. ولنتخذ من الضمير الغائب " هي" مثالاُ وإطاراً لفكرتنا .

هي ضمير غائب .. لم يكن هذا الضمير غائب فقط في عدم وجودة الجسدي وعدم حضورة في الزمان والمكان كما تعلمنا من علماء وفقهاء اللغة !! .. ولكن الآن وبحكم الواقع المرير الذي يعيشة معظمنا اصبح هذا الضمير حاضراً وغائباً في ذلك الوقت !! .. هي قد تكون حاضرة بالجسد وغائبة بالروح والضمير .. هو قد يكون حاضراً أمامك ويبتسم في وجهك وفي ذات الوقت غائب بالقلب والضمير .. وأحياناً يتحول الضمير الغائب إلي ضمير فاجر فيتلفظ بأبشع الكلمات ويمتلا قلبة بالضغينة وينسج الخيالات من حولة ويسئ الظن في غيرة ويسمع لشيطان نفسة فيكون الخصم والحكم عليك ؟!! ..

وكثيرٱ ما تكون هي !! .. اقصد المرأة تحديدا هي التي تصاب في معظم الأحيان بعلة الضمير الغائب .. تتسرع .. تحكم بالهوي .. تقذف بالحجارة .. تجهر بالسوء .. تضع الرقاب تحت مقاصل الضمير الغائب وتؤكد لك بشكل واهي بأن قد سبق السيف العدل وهي لاتدرك أنها نفسها بضميرها الغائب هي الجلاد !! ... كم اتمنى أن نتخلي عن ضمائرنا الغائبة .. أن نسمع ونناقش ونحكم بالعدل .. أن لانبغض بعضا البعض ونتربص لأنفسنا دون أن يسمع منا الآخر .. لماذا وصلنا إلي ذلك ؟!! .. لماذا تحول الضمير الجميل العادل إلي ضمير قبيح ظالم !! .. لماذا ولماذا ولماذا ؟؟ .. ولو فتشتم ستجدوا السبب لدي السواد الأعظم لديهن هن والقليل لدينا نحن !! .. هن أو هي .. الضمير الغائب